كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

تَدَارُؤٌ في كذا. أي اختلاف. ومنه قول القائل (1) في رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان شريكي فكان خير شريك: لا يُمَارِي ولا يُدَارِي" (2) أي لا يخالف.
* * *
73- {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} أي اضربوا القتيل ببعض البقرة. قال بعض المفسرين: فضربوه بالذنب. وقال بعضهم: بالفخذ فحَيِي.
74- {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} أي: اشتدت وصلُبت.
78- {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ} أي لا يعلمون الكتاب إلا أن يُحدِّثهم كبراؤُهم بشيء، فيقبلونه ويظنون أنه الحق وهو كذب. ومنه قول عثمان - رضي الله عنه -: "ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْت" (3) أي: ما اخْتَلَقْتُ الباطل.
وتكون الأمانِيُّ (4) التلاوة. قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ [فِي أُمْنِيَّتِهِ} (5) يريد إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته] .
__________
(1) قال الشافعي: إنه السائب ابن أبي السائب. وقد علق على ذلك الشيخ. "عبد الغني عبد الخالق" - في آداب الشافعي 261 - فقال: "وقد اضطربت الرواية في شريك النبي في التجارة بمكة قبل البعثة: أهو السائب؟ أم أبوه؟ أم ابنه عبد الله؟ أم قيس ابن السائب بن عويمر بن عائذ؟ أم أبوه؟ انظر الاستيعاب 2/99، 372، 2، 3/222 وأسد الغابة 2/253، 3/170، 4/214 والإصابة 2/10، 306، 3/238".
(2) راجع الكلام على هذا الحديث في هامش تفسير الطبري 2/223 - 224.
(3) في كتاب الأشربة لابن قتيبة 24 "ولا تفتيت" وشرحها الأستاذ محمد كرد علي بقوله: "أي ولا تشبهت بالفتيان"! وهو خطأ محض وقد شرحه ابن الأثير في النهاية 4/19 فقال "أي ما كذبت. التمني: التكذب، تفعل من منى يمني: إذا قدّر؛ لأن الكاذب يقدر الحديث في نفسه ثم يقوله" قال رجل لابن دأب وهو يحدث: أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته؟ أي اختلقته ولا أصل له" وانظر الفائق 1/163 واللسان 20/164.
(4) في اللسان 20/164 "قال أبو منصور الأزهري: والتلاوة سميت أمنية لأن تالي القرآن إذا مر بآية رحمة تمناها، وإذا مر بآية عذاب تمنى أن يوقاه".
(5) سورة الحج 52.

الصفحة 55