كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

وأصحابك تصلون إلى بيت المقدس؛ فإن كان ذلك ضلالا فقد مات أصحابُك عليه. وإن كان هدى فقد حُوِّلتَ عنه.
فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (1) أي: صلاتكم. فلم تكن لأحد حجة.
* * *
157- {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ} أي: مغفرة. والصلاة تتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب "المشكل" (2) .
* * *
158- {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ} أي: لا إثم عليه.
{أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} أي: يَتَطَوَّف. فأدغمت التاء في الطاء. وكان المسلمون في صدر الإسلام يكرهون الطواف بينهما، لِصَنَمَين كانا عليهما؛ حتى أنزل الله هذا (3) .
وقرأ بعضهم: (ألا يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (4) . وفي هذه القراءة وجهان:
أحدهما: أن يجعل الطواف مُرَخَّصًا في تركه بينهما.
والوجه الآخر: أن يجعل "لا" مع "أن" صلة. كما قال: {مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ} (5) .
__________
(1) سورة البقرة 143.
(2) راجع تأويل مشكل القرآن 355.
(3) عن معاني القرآن للفراء 95. وانظر تفسير الطبري 3/230 والدر المنثور 1/159 - 161.
(4) في البحر المحيط 456 "وقرأ أنس، وابن عباس، وابن سيرين، وشهر -: "أن لا" وكذلك هي في مصحف أبيّ، وعبد الله".
(5) سورة الأعراف 12، وانظر تأويل مشكل القرآن 189 وتفسير الطبري 8/96. (طبع بولاق) .

الصفحة 66