كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

منكم في الشهر ولم يكن مسافرا فليصم. لأن الشهادة للشهر قد تكون للحاضر والمسافر (1) .
* * *
186- {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} أي: يجيبوني، هذا قول أبي عبيدة، وأنشد:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إلَى النَّدَى ... فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ (2)
أي: فلم يجبه.
* * *
187- {الرَّفَثُ} الجماع. ورفث القول هو الإفصاح بما يجب أن يكنى عنه من ذكر النكاح.
{تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي: تخونونها بارتكاب ما حرّم الله عليكم (3) .
{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} يعني من الولد. أمْرُ تأديب لا فرض.
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} أمرُ إباحة.
{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ} وهو بياض النهار.
__________
(1) في اللسان 4/227 " ... معناه: من شهد منكم المصر في الشهر، لا يكون إلا ذلك؛ لأن الشهر يشهده كل حي فيه. قال الفراء: نصب "الشهر" بنزع الصفة، ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه. المعنى فمن شهد منكم في الشهر، أي كان حاضرا غير غائب في سفره" وانظر معاني القرآن 1/113.
(2) أنشده أبو عبيدة في مجاز القرآن لكعب بن سعد الغنوي، وهو له في الصحاح 1/104 واللسان 1/175 والخزانة 4/375 ونوادر أبي زيد 37 وتأويل مشكل القرآن 177.
(3) راجع الدر المنثور 1/197 - 198 وأسباب النزول 33-34، وفي تفسير القرطبي 2/317 "تختانون" أي يستأمر بعضكم بعضا في مواقعة المحظور من الجماع والأكل بعد النوم في ليالي الصوم، وذلك قبل نزول هذه الآية".

الصفحة 74