كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

{مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} وهو سواد الليل. ويتبين هذا [من هذا] عند الفجر الثاني (1) .
{عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [أي مقيمون] والعَاكِفُ: المقيم في المسجد الذي أوْجَبَ العُكُوفَ فيه على نفسه.
* * *
188- {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} أي لا يأكل بعضكم مال بعض بشهادات الزور.
{وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} أي تدلي بمال أخيك إلى الحاكم ليحكم لك به وأنت تعلم أنك ظالم له. فإن قضاءَه باحتيالك في ذلك عليك لا يحل لك شيئا كان محرمًا عليك (2) .
وهو مثل قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله (3) " فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه؛ فإنما أقطَعُ له قطعة من النار ".
* * *
189- وقوله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} قال
__________
(1) قال الطبري 3/509: "فتأويله على قول قائلي هذه المقالة: وكلوا بالليل في شهر صومكم واشربوا وباشروا نساءكم مبتغين ما كتب الله لكم من الولد، من أول الليل، إلى أن يقع لكم ضوء النهار بطلوع الفجر من ظلمة الليل وسواده".
(2) هذا تفسير قتادة بنصه، كما في الدر المنثور 1/203 وتفسير الطبري 3/551.
(3) في الدر المنثور 1/203 "وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم؛ عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله قال: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت ... إلخ " وانظر اللسان 17/263.

الصفحة 75