كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر

{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} أي: أحْرَمَ (1) .
{فَلا رَفَثَ} أي: لا جماع.
{وَلا فُسُوقَ} أي: لا سباب.
{وَلا جِدَالَ} أي لا مِرَاء.
198- {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ} (2) أي: نفعا بالتجارة في حجّكم.
{فَإِذَا أَفَضْتُمْ} أي دَفَعْتُم (3) {مِنْ عَرَفَاتٍ}
199- {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} كانت قريش لا تخرج من الحرم، وتقول: لسنا كسائر الناس، نحن أهل الله وقُطَّانُ حَرَمِه: فلا نخرج منه. وكان الناس يقفون خارج الحرم ويُفِيضون منه. فأمرهم الله أن يقفوا حيث يقف الناس: ويفيضوا من حيث أفاض الناس.
200- {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} كانوا في الجاهلية إذا فرغوا من حجهم ذكروا آباءهم بأحسن أفعالهم. فيقول أحدهم: كان أبي يَقْرِي الضيف ويصل الرحم ويفعل كذا ويفعل كذا. قال الله عز وجل: فاذْكُرُونِي كذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ {أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} ؛ فأنا فعلتُ ذلك بكم وبهم.
201- {آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} أي نعمة. وقال في موضع آخر: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} (4) أي نعمة.
__________
(1) وهذا تفسير ابن عباس كما في تفسير الطبري 4/123.
(2) فسرها ابن عباس بقوله: "لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده" كما في تفسير الطبري 4/163 وانظر أسباب النزول 42.
(3) في مجاز القرآن 71 وتفسير الطبري 4/170 "أي رجعتم من حيث جئتم" وفي اللسان 9/443 "وفي الحديث: أنه دفع من عرفات، أي ابتدأ السير".
(4) سورة التوبة 50.

الصفحة 79