كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 14)

-سنة ثمان وخمسين وستمائة.
413 - أحمد بن محمد بن يوسف بن الخضر أبو الطَّيّب الحلبي، الحنفي، الْفَقِيهُ. [المتوفى: 658 هـ]
روى عَنْ عمر بن طبرْزد. ودرَّس وأشغل.
تُوُفّي بحلب بعد أخذها بالسيف وقتْل أكثر أهلها بأيّام.
414 - أحمد بن يحي بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن يحيى بن محمد بن عليّ بن صدقة ابن الخياط، قاضي القُضاة، صدرُ الدين، أبو العبّاس، ابن قاضي القُضاة شمس الدين أبي البركات التَّغْلِبيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، ابن سَنِيّ الدّولة. [المتوفى: 658 هـ]
وُلد سنة تسعين وخمسمائة وسمع من الخُشُوعيّ، وعبد اللطيف بن أبي سَعْد، وابن طبرْزد، وحنبل، وست الكتبة، والكِنديّ، وأبي المعالي محمد بْن عليّ القُرَشيّ، والقاسم ابن عساكر، والخطيب عَبْد المُلْك الدَّوْلعيّ، وجماعة.
روى عنه الدمياطي، وابن الخباز، والقاضي تقي الدين سليمان، وشرف الدين الفَزَاري الخطيب، ومُحيي الدين يحيى إمام المشهد، ومحمد ابن الزَّين القواس، وعلاء الدين الكِنْديّ، والشمس محمد ابن الزّرّاد، ومحمد ابن المُحبّ عَبْد الله، وآخرون.
وتفقه وبرع فِي المُذْهب عَلَى أَبِيهِ، وعلى الإمام فخر الدين ابن عساكر، وقرأ الخلاف عَلَى الصدر البغداديّ. ولم يُر أحدٌ نشأ فِي صيانته وديانته واشتغاله. ناب فِي القضاء عَنْ أبيه فِي سنة ستٍّ وعشرين. وأول ما درس فِي سنة خمس عشرة وستمائة، وأفتى بعد ذَلِكَ.
وكان سَنيّ الدّولة الحَسَن بْن يحيى من كُتّاب الإنشاء لصاحب دمشق قبل نور الدين لَهُ ثروةٌ وحشمة، وقف عَلَى ذُرّيته أوقافًا فِي سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة، وهو ابن أخي أحمد بن محمد ابن الخياط الشّاعر المشهور.
وكان صدر الدين مشكوَر السيرة فِي القضاء، لين الجانب، حَسَن -[874]-
المداراة والاحتمال، وُلّي وكالة بيت المال، ثُمَّ ناب فِي القضاء، ثُمَّ استقل بِهِ مدة. ودرس مدة بالإقبالية والجاروخية. ولما أخذ هولاوو الشّام هذه السُّنَّة سافر ابن سَنِي الدّولة ومحيي الدّين ابن الزكي إلى حلب، فكان ابن الزكي أفْره منه وأحْذَق بالدخول عَلَى التّتار، فولوه قضاء القُضاة، ورجع ابن سَنيّ الدّولة بخُفَّي حُنين، فلمّا وصل إلى حماة مرض وركب فِي محفّة إلى بعْلبكّ، فبقي ببعْلبكّ يومين، ومات بها فِي عاشر جمادى الآخرة، وله ثمانٍ وستون سنة. وغسله الزكي ابن المعرّيّ بحضور الشَّيْخ الْفَقِيهُ.
قَالَ الدمياطي: خرجت لَهُ " معْجماً " فأجازني بملبوسٍ نفيس ثُمَّ بملبوسٍ حَسَن لمّا عدلت. وكان يتعاهدني بالصِّلة ويُحسن إليَّ.
قَالَ الشَّيْخ قطْبُ الدين: وكان المُلْك النّاصر يوسف يحبه ويُثني عَلَيْهِ.

الصفحة 873