كتاب تفسير العثيمين: من جزء قد سمع وتبارك - ط مكتبة الطبري
لأبويَه، ولم يأت في القرآن أن اللّه أنكر عليه، أما إبراهيم فقال: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: ٤١]، لكن اللّه أجاب عن هذا بأن إبراهيم استغفر لأبيه عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو للّه تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم.
وبهذا نعرف أنه لا يجوز لأحد أن يطلب المغفرة لمن كان كافرًا - أي: لمن مات على الكفر -، ولو كان أقرب قريبٍ له، فلو أن رجلًا له أخ شقيق، من أحسن الناس معاملة في الأخُوَّة، لكنه لا يصلي، فمات هذا الذي لا يصلي، فإنه لا يجوز لأخيه أن يقول: اللهم اغفر له، ولا أن يقول: اللهم ارحمه؟ لماذا؟ لأنه مات على الكفر، والكافر لا يجوز لأحد أن يدعو له بالمغفرة؛ لأنه إذا دعا له بالمغفرة لكان هذا من الاعتداء في الدعاء؛ إذ إن اللّه تعالى قضى بعدله وحكمته أن الكافرين مخلَّدُون في النار.
***
الصفحة 355
605