كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)
1/ 146 - "عَنِ الحسنِ أن أبا بكرٍ الصَّديقَ خَطَبَ فقال: أمَا وَالله مَا أَنَا بِخَيْرِكُمْ، وَلَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِى هَذَا كَارِهًا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ فِيكُمْ من يكْفِينِى، أَفَتَطْمَعُونَ أَنَّى أعملُ فِيكُمْ بِسُنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ إِذًا لا أقوم بِهَا؛ إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعصَمُ بالوحْى وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ، وإِنَّ لِى شيْطانًا يُغْوِينِى، فإذَا غَضِبتُ فاجْتَنِبُونِى، أَلَّا أُدِيرَ فِى أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ إِلَّا أَن يُرَاعُونِى، فَإِن اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِى، وإن زِغْتُ فَقَوِّمُونِى، قال الحسنُ: خطبةٌ والله ما خطبَ بِها بعد".
ابن راهويه، وأبو ذر الهروى في الجامع (¬1).
1/ 147 - "عَنِ الزهرى أَنَّ أَبَا بكرٍ أَتَى النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم - بِأبِيه يَومَ فتح مكَّةَ وهو أبيضُ الرَّأسِ واللَّحيَةِ، كَأنَّ رأسَه ولِحْيَتَهُ ثَغامةٌ بيضَاءُ، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَلَا تركتَ الشَّيخَ حتَّى أكونَ أَنَا آتِيهِ؛ ثُمَّ قالَ: خَضَّبُوهُ وَجَنَّبُوهُ السَّوَادَ".
الحارث (¬2).
¬__________
= عن أبي محمَّد، عن معقل بن يسار، قال: شهدت النبى - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر - أو قال: حدثني أبو بكر، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل" فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من دعا مع الله إلها آخر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشرك أخفى فيكم من دَبيب النمل" ثم قال: "ألا أدلك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره؟ قل: اللهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم". قال المحقق: بهامشه: إسناده ضعيف، وانظر الأحاديث الثلاثة السابقة.
(¬1) الحديث في الكنز كتاب (الخلافة مع الإمارة) من قسم الأفعال، الباب الأول في خلافة الخلفاء: خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ج 5 ص 589، 590 رقم 14050 عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: "أما والله أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامى هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفينى، أفتظنون أني أعمل فيكم ... " إلخ من رواية ابن راهويه وأبى ذر الهروى في الجامع.
(وأبو ذر الهروى) ذكره الإمام الكتانى في الرسالة المستطرفة ص 19 بأنه صاحب كتاب (المستدرك على الصحيحين) للحافظ أبي ذر عبد (بغير إضافة ابن) أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن عفَير الأنصاري الهروى؛ نسبة إلى هراة: إحدى كراسى مملكة خراسان.
(¬2) الحديث في الكنز كتاب (الزينة) من قسم الأفعال، باب: في أنواع الزينة: الخضاب، ج 6 ص 688 رقم 17418 (مسند الصديق) عن الزهرى "أن أبا بكر أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بأبيه يوم فتح مكة وهو أبيض الرأس واللحية ... " الحديث - من رواية الحارث. =