كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)
الدَّمَ، ثُمَّ يعير وَيَخْزَى حَتَّى يَأكُلَ يَدَيْهِ إِلَى مِرْفَقَيْه، ثُمَّ يُعَيَّرُ وَيَخْزَى بمَا ضَيَّعَ مِنْ طَاعَةِ الله فَيَنْتَحِبُ حَتَّى تَسْقُطَ حَدَقَتَاهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، وَكُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا فَرْسَخٌ فِى فَرْسَخ، ثُمَّ يُعَيَّرُ وَيَخْزَى حَتَّى يَقولَ: يَا رَبَّ: ابْعَثْنِى إِلَى النَّارِ وَأَرِحْنِى مِنْ مَقَامِى هَذَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (*)}.
أبو الشيخ (¬1).
1/ 178 - "عن ابن عمر قال: جاء رجلٌ إلى أبى بكر فقال: أَرَأَيْتَ الزَّنَى بِقَدَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ الله قَدَّرَهُ عَلَىَّ ثُمَّ يُعَذَّبُنِى. قَالَ: نَعَمْ يَابْنَ اللَّخْنَاءِ، أمَا وَالله لَوْ كَانَ عِنْدِى إِنْسَانٌ لأَمَرْتُهُ أَنْ يَجَأَ أَنْفَكَ".
ابن شاهين، واللالكائى معا في السنة (¬2).
1/ 179 - "عَنْ عَلِىِّ بن كثير قال: قال أبو بكر لأبى عبيدة بن الجراح: "هَلُمَّ أُيايعْكَ؛ فَإِنَّى سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّكَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَقَال أبُو عُبَيْدَةَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ: أَنْ أُصَلِّىَ بَيْنَ يَدَىْ رَجُلٍ أَمَرَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّنَا حَتَّى قُبِضَ".
¬__________
(*) انظر الدر المنثور للسيوطى (تفسير سورة التوبة، آية 63) وأولها {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ ... } الآية.
(¬1) الحديث في كنز العمال، في (فضل سورة التوبة) ج 2 ص 418 رقم 4391 من رواية أبى الشيخ، عن يزيد بن هارون قال: خطب أبو بكر الصديق في خطبته: يؤتى بعبد أنعم الله عليه وبسط له في الرزق ... إلى آخر الحديث.
(¬2) الحديث في كنز العمال، في (الفصل السابع في الإيمان بالقدر) ج 1 ص 334 رقم 1537 من رواية ابن شاهين واللالكائى معًا في السنة، عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى أبى بكر قال: أرأيت الزنى بقدر؟ قال: نعم، قال: الله قدره ثم يعذبنى به. قال: "نعم يا بن اللخناء، أما والله لو كان عندى إنسان لأمرته أن يجأ أنفك".
في النهاية مادة (لخن) قال: في حديث ابن عمر: "يابن اللخناء" هى المرأة التى لم تختن، وقيل: اللخن: النتن، وقد لخن، السقاء يلخن، وفى المعجم الوسيط: يقال: لَخِنَ الرجُلُ، ولخنت المرأة: أنتنت أرفاغهما، ولخن الرجل: قبح كلامه، فهو ألخن، وهى لخناء ... ويقال في السب: يابن اللخناء اهـ: المعجم الوسيط. ومعنى (يجأ): يضرب اهـ: المعجم الوسيط.