كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)

1/ 182 - "عَنْ عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر الصديق لما جهز الجيوش إلى الشام قال لهم: إِنَّكُمْ تَقْدُمُونَ الشَّامَ وَهِىَ أَرْضٌ شَبيِعَةٌ، وَإِنَّ الله مُمَكَّنُكُمْ حَتَّى تَتَّخِذُوا فيهَا مَسَاجِدَ، فَلَا يَعْلَمُ الله أَنَّكُمْ إِنَّمَا تَأتُونَهَا تَلَهَّيًا، وَإِيَّاكُمْ وَالأَشَرَةَ".
ابن المبارك (¬1).
1/ 183 - "عَنْ عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن أبا بكر مر بعبد الرحمن بن أبى بكر يُمَاظُّ جَارًا لَهُ، فقال: لَا تُمَاظَّ جَارَكَ؛ فَإِنَّ هَذَا يَبْقَى وَيَذهَبُ النَّاسُ".
ابن المبارك، وأبو عبيدة في الغريب، والخرائطى في مكارم الأخلاق (¬2).
1/ 184 - "عَنْ أَنس: عن أبى بكر الصديق قال في قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} قَالَ: صَيْدُهُ مَا حَوَّيْتَ عَلَيْهِ، وَطَعَامُهُ مَا لُفِظَ إِلَيْكَ".
¬__________
(¬1) الحديث في كتاب (الزهد) لابن المبارك في (باب: فضل المشى إلى الصلاة والجلوس في المسجد وغير ذلك) ص 141 رقم 417 قال: أخبركم أبو عمر بن حيوية، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر الصديق لما جهز الجيوش إلى الشام قال لهم "إنكم تقدمون الشام وهى أرض شبيعة، وإن الله - تعالى - ممكنكم حتى تتخذوا فيها مساجد، فلا يعلم الله أنكم إنما تأتونها تلهيًا، وإياكم والأشر".
وقال المحقق في معنى كلمة "شبيعة": لعلها كثيرة الخيرات؛ يقال: رجل شبيع العقل، أى: وافره.
(¬2) الحديث في كتاب (الزهد) لابن المبارك، في (باب: ما جاء في الشح) ص 244 رقم 699 قال: أخبركم أبو عمر بن حيوة قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه أن أبا بكر مر بعبد الرحمن بن أبى بكر وهو يماظ جارًا له، قال: "لا تماظَّ جارك، فإن هذا يبقى ويذهب الناس".
وقال محققه: (المماظة): المنازعة والمخاصمة مع طول اللزوم.
والحديث في مكارم الأخلاق ومعاليها للخرائطى، في (باب: ما جاء في حفظ الجار وحسن مجاورته من الفضل) ص 40 قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الفلوسى، حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزامى، حدثنا محمد بن فليح، عن عبد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبى بكر، أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - مر بعبد الرحمن ابنه وهو يمارى جارًا له في قسم، فقال له أبو بكر: "لا تمار جارك؛ فإن هذا يبقى ويذهب الناس".
والحديث أورده كنز العمال ج 9 ص 183 رقم 25604 في باب (حقوق تتعلق بصحبة الجار).

الصفحة 131