كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)

1/ 244 - "عَنْ عائشة قالت: لمَّا حَضَرَتْ أبا بكر الوفاةُ قال: أَىْ بُنَيَّةُ؟ إِنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ أَحَبَّ إِلَىَّ غِنًى مِنْكِ، وَلَا أَعَزَّ عَلَىَّ فَقْرًا مِنْكِ، وَإِنِّى قَدْ كُنْتُ نَحَلْتُكِ جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ أَرْضِى الَّتِى بالْغَابَة، وإنَّكِ لَوْ كُنْتِ حُزْتِيهِ كَانَ لَكِ، فَإِذَا لَمْ تفْعَلِى فَإِنَّمَا هُوَ لِلْوَارِثِ، وَإِنَّمَا هُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ، قلت: هَلْ هِىَ إِلَّا أُمُّ عَبْدِ الله؟ قال: نَعَمْ، وَذُو بَطْنِ ابْنَةِ خَارِجَةَ قَدْ أُلْقِىَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا جَارِيَةٌ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهَا، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ".
عب، وابن سعد، ش، ق (¬1).
¬__________
= حميد، عن عبد الرحمن بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: وذكر الحديث كما جاء في مجمع الزوائد بعد.
والحديث جزء من حديث لعبد الرحمن بن عوف في مجمع الزوائد ج 5 ص 202 قال: وعن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على أبى بكر أعوده في مرضه الذى توفى فيه، فسلمت عليه وسألته: كيف أصبحت؟ فاستوى جالسا فقال: أصبحت بحمد الله بارئا، فقال: أما إنى على ما ترى وجع، وجعلتم لى شغلا مع وجعى، جعلت لكم عهدا من بعدى واخترت لكم خيركم في نفسى، فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له، ورأيت الدنيا أقبلت ولما تقبل، وهى خائنة، وستجدون بيوتكم بستور الحرير ونضائد الديباج، وتألمون النوم على الصوف الأذربى كأَن أحدكم .... " الحديث بلفظه وزيادة.
قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه (علوان بن داود البجلى) وهو ضعيف، وهذا الأثر مما أنكر عليه.
والحديث في حلية الأولياء ج 1 ص 34 في ترجمة (أبى بكر الصديق - رضي الله عنه -) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو الزنباع، ثنا سعيد بن عفير قال: حدثنى علوان بن داود البجلى عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: دخلت على أبى بكر - رضى الله تعالى عنه - في مرضه الذى توفى فيه، فسلمت عليه فقال: "رأيت الدنيا قد أقبلت ولم تقبل، وهى جائية، وستتخذون ستور الحرير، ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الأذربى كأن أحدكم على حسك السعدان، ووالله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه - في غير حد - خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا". ويلاحظ أنه ورد بالأصل لفظ (وهى خائنة) وفى المراجع (وهى جائية).
(¬1) الحديث في مصنف عبد الرزاق، في كتاب (الوصايا) باب: النحل ج 9 ص 101 رقم 11507 قال: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قال: أى بُنية؟ أليس أحد أحب إلى غنى منك، ولا أعز على فقرا منك، وإنى قد كنت نحلتك جداد عشرين وسقا من أرضى التى بالغابة، وإنك لو كنت حزتيه كان لك، فإذا لم تفعلى فإنما هو للوارث، وإنما هو أخوك وأختاك، قالت عائشة هل هى إلا أم عبد الله؟ قال: نعم، وذو بطن ابنة خارجة، قد ألقى في نفسى أنها جارية، فأحسنوا إليها. =

الصفحة 164