كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)
- عَزَّ وَجَلَّ - أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّا وَأَهْلِ بَيْتهِ فَقالَ: {كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}، لَا خَيْرَ فِى قَولٍ لَا يُرَادُ بِهِ وَجْه الله، وَلَا خيْر فِى مَالٍ لَا يُنْفَقُ فِى سبِيلِ الله، ولَا خَيْر فِيمَنْ يَغْلِبُ جَهْلُهُ حِلْمَهُ، وَلَا خيْر فِيمنْ يَخافُ في الله لَوْمَةَ لَائِمٍ".
طب، حل، وقال ابن كثير: إسناده جيد (¬1).
1/ 257 - "عَنْ عَبدِ الله بن عكيم قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ فإِنِّى أُوصِيكُمْ بِتقْوى الله - عَزَّ وَجَلَّ - وأَنْ تُثْنُوا عَلَيْهِ بمَا هُوَ أَهْلُهُ، وأَنْ تَخْلِطُوا الرَّغْبَةَ بِالرهْبَةِ، وَتَجمَعُوا الإِلْحَافَ بِالْمَسْأَلَةِ فَإنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّا وَعَلى أَهْلِ بيْتِهِ فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ثُمَّ اعْلَمُوا عِبَادَ الله أَنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قَد ارْتَهَنَ بِحَقِّهِ أَنْفُسَكُمْ، وأَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مَواثِيقَكُمْ، واشْتَرى مِنْكُمُ الْقَلِيلَ الْفَانِىَ بالْكَثيرِ البَاقِى، وَهَذَا كِتَابُ الله فِيكُمْ لَا تَفْنَى عَجَائِبُه، وَلَا يُطْفَأُ نُورُهُ، فَصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَانْتَصِحُوا كِتَابَهُ، وَاسْتَبْصِرُوا فِيهِ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ، فَإِنَّمَا خَلَقَكمْ لِلْعِبَادَةِ، وَوَكَّلَ بِكُم الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ، ثُمَّ اعْلَمُوا، عِبَادَ الله - أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وتَروحُونَ فِى أَجَلٍ
¬__________
(¬1) الحديث في المعجم الكبير للطبرانى ج 1 ص 14 في (مرويات أبى بكر وخطبته ووفاته) رقم 39 بلفظ: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطى، ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز بن عثمان، عن نعيم بن نمحة قال: كان في خطبة أبى بكر - رضي الله عنه -: "أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم" الحديث.
قال المحقق: ومن طريقه رواه أبو نعيم في الحلية 1/ 36 ونعيم ابن نمحة ذكره الحافظ في شيوخ حريز في التهذيب، ولم نجد له ترجمة.
وأورد أبو نعيم في الحلية، ج 1 ص 36 من سنن أبى بكر - رضي الله عنه - بلفظ: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة قال: ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز بن عثمان، عن نعيم بن نمحة قال: كان في خطبة أبى بكر الصديق - رضى الله تعالى عنه -: "أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون في أجل معلوم" فذكر نحو حديث عبد الله بن عكيم - وزاد: ولا خير في قول لا يراد به وجه الله تعالى، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله - عز وجل - ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم.
وانظر الكنز رقم 44179 ج 16 ص 147 وقد ذكر مكان (فاستوصوا به): (فاستَضيئوا منه ليوم ظلمة)، وما بين القوسين من الكنز.