كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)

1/ 33 - "عن أَنس قالْ لَمَا قُبِضَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر لعمر: انْطَلِقْ بِنَا نَزُورُ أُمَّ أَيْمَنَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُهَا، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَبْكِى، فَقَالَا لهَا: يَا أُمَّ أَيْمَنَ! إِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيرٌ لِرَسُولِ الله [فَقَالت: مَا أبكِى أن لا أَكُونَ أَعْلَم أنَّ مَا عِندَ اللهِ خير لرسوله] (*) وَلَكِنْ أَبْكِى عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ عَنَّا، فهيجتهمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا".
ش، م، ع، وأبو عوانة (¬1).
1/ 34 - "عن أَبى بكر قال: كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ: اللَّهُمَّ خِرْ لِى وَاخْتَرْ لِى".
¬__________
= وقوله: (ذَرَبٌ كَالدُّمَّلِ) يقال: ذَرِبَ الجرح: إذا لم يقبل الدواء، وقد أورد الحافظ ابن حجر في الفتح 10/ 180 تعريفات كثيرة للطاعون، نقلها عن أهل اللغة، والفقه، والطب، والتعريف العلمى الحديث للطاعون: أنه داء إنتانى عضال شديد السراية والانتشار، يصيب العقد اللمفاوية في الجسم، أو الجهاز التنفسى، أو الدم، ويأتى على شكل الوباء، والموت مآل من يصاب به - إن لم يتدارك بالعلاج السريع - في معظم الأحيان، بتصرف.
(*) ما بين القوسين من صحيح مسلم.
(¬1) أخرجه ابن أَبى شيبة في كتاب (المغازى) ج 14 ص 556 رقم 18872 قال: حدثنا أبو أسامة، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: لما قبض النبى - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر لعمر (أو عمر لأبى بكر): انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، فانطلقا إليها، فجعلت تبكى، فقالا لها: يا أم أيمن! إن ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: قد علمت أن ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنى أبكى على خبر السماء انقطع عنا، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها".
والحديث في صحيح مسلم ج 4 ص 1907 برقم 103/ 2454 في كتاب (فضائل الصحابة) باب: من فضائل أم أيمن، قال: حدثنا زهير بن حرب، أخبرنى عمرو بن عاصم الكلابى، حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أَنس قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه - بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أبكى أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن أبكى أن الوحى قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.

الصفحة 52