كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)

1/ 40 - "عن أَبى بكر قال: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذْ رَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا وَلاَ أَرَى شَيْئًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: مَا الَّذِى أَرَاكَ تَدْفَعُ عَنْ نَفْسِكَ وَلاَ أَرَى شَيْئًا؟ قال: الدُّنْيَا تَطَوَّلَتْ لِى فَقُلْتُ: إِلَيْكِ عَنِّى، قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَسْتَ بِمُدْرِكِى".
البزار وضعف (¬1).
¬__________
= قال البزار: لا نعلم أحدًا رواه مرفوعًا إلا أبو بكر، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق، والحكم ضعيف جدًا، وإنما ذكرناه إذا لم نحفظه من غيره، وقد حدث به أهل العلم على ما فيه.
وقال محققه: قال الهيثمى: رواه البزار، وفيه الحكيم بن عبد الله الأيلى وهو متروك (10/ 186).
والحديث في المستدرك للحاكم في كتاب (الدعاء) ج 1 ص 515 من طريق الحكم بن عبد الله الأيلى، عن القاسم بن محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل علىّ أبو بكر فقال: هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دعاء علمنيه؟ .
قلت: ما هو؟ قال: كان عيسى بن مريم يعلمه أصحابه" الحديث.
قال أبو بكر الصديق: وكنت على بقية من الدَّين، وكنت للدين كارهًا فكنت أدعو بذلك فأتى الله بفائدة فقضاه الله عنى.
(¬1) الحديث في كنز العمال، باب: (شمائل الأخلاق) زهده - صلى الله عليه وسلم - من مسند الصديق، رقم 18597 ج 7 ص 184 والتصويب منه (بِمُدْرِكِى).
والحديث في كشف الأستار عن زوائد البزار، باب: (ليس الغنى عن كثرة العرض) ج 4 رقم 3618 قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين، ثنا إسماعيل بن سنان، ثنا عبد الواحد بن زيد، عن أسلم الكوفى، عن مرة الطيب، عن زيد بن أرقم، قال: كنا مع أَبى بكر - رضي الله عنه - إذ استسقى، فأتى بماء وعسل، فلما وضعه على يده بكى وانتحب حتى ظننا أن به شيئا ولا نسأله عن شئ، فلما فرغ قلنا: يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حملك على هذا البكاء؟ قال: بينما أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأيته يدفع عن نفسه ولا أرى شيئا، فقلت: يا رسول الله: ما الذى أراك تدفع عن نفسك ولا أرى شيئًا؟ فقال: "الدنيا تطولت لى فقلت: إليك عنى؛ فقالت لى: أما إنك لست بمدركى".
قال أبو بكر: فشق على، وخشيت أن أكون قد خالفت أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولحقتنى الدنيا.
قال البزار: عبد الواحد بصرى شديد العبادة، كان يذهب إلى القدر، وأسلمُ كوفى، لا نعلم روى عنه غير عبد الواحد، ومرة مشهور، روى عنه غير واحد، والحديث لا نعلم أحدًا رواه عن زيد عن أَبى بكر إلا بهذا الإسناد.
قال المحقق: قال في الزوائد: رواه البزار، وفيه عبد الواحد بن زياد الزاهد، وهو ضعيف عند الجمهور، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة، وبقية رجاله ثقات (10/ 254).

الصفحة 57