كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)

والأفعال) وجاء في مقدمته وهو يتحدث عن حزبه (جمع الجوامع) قال: (وأودع فيه من الأحاديث ألوفا ومن الآثار صنوفا وأجاد كل الإجادة مع كثرة الجدوى وحسن الإفادة).
وأما القسم الثانى من الكتاب فهو ما سمى بقسم الأفعال ومن يتأمل بنظرات فاصحة في هذا القسم يدرك مدى الجهد الذى بذله السيوطى ليميز المورد والمحور الذى دارت حوله الأحاديث في كل قسم وما يستتبع ذلك من نظرات في درجة تلك الأحاديث ثم إن طريقة ترتيب أحاديث هذا القسم وإن كانت مسبوقة إلا أن محتوى هذه الأحاديث في إطار هذا الترتيب لا يعلم للسيوطى سابق بهذا التصنيف، مما يدل على أنه في ذلك لم يكن مجرد جامع وإنما كان عالما محققا ولغويًا بارعا ومحدثا فقيها، وقد أوضح السيوطى طريقته ومنهجه في هذا القسم فقال:
(لما انتهى قسم الأقوال من كتاب (جمع الجوامع) مرتبا على حروف المعجم في أول اللفظ النبوى، أتبعته ببقية الأحاديث الخارجة عن هذه الشريطة وهى الفعلية المحضة أو المشتملة على فعل وقول أو سبب أو مراجعة أو نحو ذلك ليكون الكتاب جامعا لجميع ما هو مأخوذ من الأحاديث النبوية إن شاء الله وهذا القسم مرتب على مسانيد الصحابة باديا بالعشرة ثم بالباقى على حروف المعجم، وفى الأسماء ثم الكنى كذلك ثم المبهمات، ثم النساء كذلك (أى حسب الأسماء ثم الكنى ثم المبهمات) ثم المراسيل وبالله التوفيق.
والسيوطى - رحمه الله - عندما يذكر أحاديث هذا القسم مرتبة على مسانيد الصحابة على الوجه الذى ذكره يسوق في كل مسند منها ما يدل على صحبة صاحب ذلك المسند للنبى - صلى الله عليه وسلم - مثل سماعه منه أو سؤاله إياه أو وفادته إليه أو حضوره مجلسا أو مشهدًا للرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ما يذكره العلماء أو نحو ذلك.
كما أن السيوطى ينبه إلى من اختلف في صحبته كما ذكر ذلك في مسند

الصفحة 8