كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)
1/ 86 - "عَنْ أَبِى صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْيَمَنِ زَمَانَ أَبِى بَكْرٍ وَسَمِعُوا الْقُرْآنَ جَعَلُوا يَبْكُونَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَكَذَا كُنَّا، ثُمَّ قَسَتْ الْقُلُوبُ".
حل وقال: معَنى قوله: "قست القلوب" قست القلوب: قويت واطمأنت لمعرفة الله - تعالى - قلت: ويدخل هذا في المرفوع لقوله: كنا (¬1).
1/ 87 - "عَنْ حُميْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِى بَكْرٍ فِى مَرَضِهِ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: رَأَيْتُ الدُّنْيَا قَدْ أقْبَلَتْ وَلَمَّا تُقْبِلْ، وَهِىَ خَائِنَةٌ، وَسَيَجِدُونَ سُتورَ الْحَرِيرِ وَنَضَائِدَ اْلدِّيبَاجِ وضَجَائِعَ الصُّوف الأذربى، كَأَنَّ أحَدَكُمْ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ، فَوَالله لَا يُقَدَّمُ أَحَدُكُمْ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فِى حَدٍّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْبَحَ فِى غَمْرَةِ الدُّنْيَا".
¬__________
= أبو العباس بن يعقوب، نا محمد بن إسحاق الصغانى، أنا الفيض بن وثيق، عن المنذر بن زياد الطائى، نا إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم قال: لما حضرت أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال له رجل: يا خليفة رسول الله: هذا يريد أن يأخذ مالى كله ويجتاحه، فقال: يا خليفة رسول الله: هذا يريد أن يأخذ مالى كله ويجتاحه، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: إنما لك من ماله ما يكفيك، فقال: يا خليفة رسول الله: أليس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنت ومالك لأبيك؟ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: ارض بما رضى الله به.
قال البيهقى: ورواه غيره عن المنذر بن زياد، وقال فيه: إنما يعنى بذلك النفقة، والمنذر بن زياد ضعيف.
(المنذر بن زياد الطائى) ترجم له الذهبى في الميزان، ج 4 ص 181 رقم 8759 قال: منذر بن زياد الطائى عن محمد بن المنكدر.
قال الدارقطنى: متروك، ووهم فيه من قلبه فقال: زياد بن منذر، وكنية المنذر ابن زياد: أبو يحيى، بصرى، لحقه عمرو بن على الفلاس وسمع منه، وساق له ابن عدى مناكير وعند محمد بن صدران عنه مائة حديث، وقال الفلاس: كان كذابا.
(¬1) هذا الأثر أخرجه أبو نعيم في الحلية، في (ترجمة أبى بكر الصديق) ج 1 ص 33 قال: حدثنا أبى، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى صالح: "لما قدم أهل اليمن زمان أبى بكر وسمعوا القرآن جعلوا يبكون، قال: فقال أبو بكر: هذا كنا، ثم قست القلوب".
قال الشيخ رحمه الله: ومعنى قوله: (قسمت القلوب): قويت واطمأنت (قسا) قلبه: غلظ واشتد (مختار الصحاح).