كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 14)

1/ 89 - "عَنْ عائشة قالت: لَبِسْتُ مَرَّةً دِرْعًا لِى جَدِيدًا فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَعْجَبُ بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا تَنْظُرِينَ؟ إِنَّ الله لَيْسَ بِنَاظِرٍ إِلَيْكِ، قُلتُ: ومِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: أمَا عَلِمْت أنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَخَلَهُ الْعُجْبُ بِزِينَةِ الدُّنْيَا مَقَتَهُ رَبُّهُ حَتَّى يُفَارِقَ تِلكَ الزِّينَةَ؟ ! قَالَتْ: فَنَزَعْتُهُ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ، فَقَالَ أَبُو بكرٍ: عَسَى ذَلِكَ أَنْ يُكَفِّر عَنكِ".
حل وله أيضا حكم الرفع (¬1).
1/ 90 - "عَنْ أبِى ضمرة (يَعْنِى: ابْنَ حَبِيبِ بْنِ ضَمْرَة) قَالَ: حَضَرَتِ الوَفَاةُ ابْنًا لأَبِى بَكْرٍ، فَجَعَلَ الْفَتَى يَنْظُرُ إِلَى وِسَادَةٍ، فَلَمَّا تُوُفِّى قَالُوا لأبِى بَكْرٍ: رَأَيْنَا ابْنَكَ يَلْحَظُ إِلَى الْوِسَادَةِ فَرَفَعُوهُ عَنِ الْوِسَادَةِ، فَوَجَدوُا تَحْتَهَا خَمْسةَ دَنَانِيرَ أَوْ سِتَّةَ دَنَانِيرَ، فَضَرَبَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ عَلَى الأُخْرَى يُرجِّعُ يَقُولُ: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَا أَحْسَبُ جِلْدَكَ يَتَّسِعُ لَهَا"
حم في الزهد، حل وله حكم الرفع لأنه إخبار بحال البرزخ (¬2).
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية، في (ترجمة أبى بكر الصديق) ج 1 ص 37 قال حدثنا أحمد بن السندى، ثنا الحسن بن علوية، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا إسحاق بن بشر، ثنا ابن سمعان، عن محمد بن يزيد، عن عروة بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "لبست مرة درعا لى جديدا، فجعلت أنظر إليه وأعجبت به، فقال أبو بكر: ما تنظرين؟ إن الله ليس بناظر إليك، قلت: ومم ذاك؟ قال: أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه - عز وجل - حتى يفارق تلك الزينة؟ ! قالت: فنزعته فتصدقت به، فقال أبو بكر: عسى ذلك أن يكفر عنك".
(¬2) الحديث في كتاب الزهد للإمام أحمد، ص 168 رقم 588 بلفظ: حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عتبة، حدثنى أبو ضمرة - يعنى: ابن حبيب بن صهيب - قال: حضرت الوفاة ابنا لأبى بكر فجعل يلحظ إلى وسادة، فلما توفى قالوا لأبى بكر: رأينا ابنك يلحظ إلى وسادة، فرفعوه، عن الوسادة، فوجدوا تحتها خمسة دنانير أو ستة، قال: فضرب أبو بكر بيده على الأخرى يرجع بقوله: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} يا فلان: ما أحسب جلدك يتسع لها! ! ".
والحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية، في (ترجمة أبى بكر الصديق) ج 1 ص 37 بلفظ: حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنى أَبى، ثنا أبو المغيرة، ثنا عتبة، حدثنى أبو ضمرة - يعنى حبيب بن ضمرة - قال: "حضرت الوفاة ابنا لأبى بكر الصديق، فجعل الفتى يلحظ إلى وسادة ... " الحديث.

الصفحة 86