كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 14)

وهذا -كما قد رأيت- أخرج الطحاوي أحاديث هذا الباب عن خمسة أنفس من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وأبو هريرة، وعوف بن مالك، - رضي الله عنهم -.
ولما أخرج الترمذي حديث سعد بن أبي وقاص قال: وفي الباب عن أبي سعيد وأبي الدرداء.
قلت: وفي الباب عن عائشة أيضًا.
أما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه مسلم (¬1): حدثني قتيبة بن سعيد الثقفي، قال: ثنا ليث، عن ابن الهاد، عن يحنس مولى مصعب بن الزبير، عن أبي سعيد الخدري قال: "بينا نحن نسير مع رسول الله -عليه السلام- بالعرج، إذْ عرض علينا شاعر يُنْشِد، فقال رسول الله -عليه السلام-: خذوا الشيطان -أو أمسكوا الشيطان- لأن يمتلئ جوف رجل قيحًا؛ خير له من أن يمتلئ شعرًا".
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني (¬2): ثنا أبو الزنباع ويحيي بن أيوب، قالا: ثنا يوسف بن عدي، ثنا بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له من أن يمتلئ شعرًا".
وأما حديث عائشة فأخرجه البيهقي في "سننه" (¬3) من حديث الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قيل لعائشة: "أكان ينشد عند رسول الله -عليه السلام- الشعر؟ فقالت: كان أبغض الحديث إليه" قال الذهبي: قيل: فيه انقطاع.
ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: فكره قوم رواية الشعر، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار.
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (4/ 1769 رقم 2259).
(¬2) عزاه له الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 223)، وقال: رواه الطبراني، وفيه بشر بن عمارة، وهو ضعيف.
(¬3) "سنن البيهقي الكبرى" (10/ 245 رقم).

الصفحة 10