كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 14)

يزيد، حدثني صدقة بن طيلسة، حدثني معن بن ثعلبة المازني، حدثني الأعشى المازني أنه قال: "أتيت النبي -عليه السلام- فأنشدته. . . ." إلى آخره نحوه.
وأخرجه البيهقي أيضًا في "سننه" (¬1) من طريق المقدمي نحوه.
ثم قال: وقال إبراهيم بن عرعرة: ثنا أبو معشر البراء يوسف بن يزيد، ثنا طيلسة المازني، حدثني أبي والحيّ، عن أعشي بن ماعز بنحوٍ منه. وقال غيره: طيلسة بن صدقة.
قوله: "يا مالك الناس. . . ." إلي آخره، من بحر الرجز، وأصله في الدائرة مستفعلن ست مرات، وفي بعض الروايات: "يا سيد الناس".
قوله: "وديَّان العرب", يعني يا مالكها وسايسها، قال الحُطيئة:
لقد دينت أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين
يعني ملكت، ويروي: سُوِّست.
قوله: "إنى لقيت ذربة"، وفي بعض الرويات: إليك أشكو ذربةً من الذرب أي امرأة ذربة -بكسر الذال المعجمة وسكون الراء- وهو الفحش في اللسان، وقال ابن الأثير: كنى الأعشي عن فساد امرأته وخيانتها بالذربة، وأصله من ذَرَبِ المعدة وهو فسادها، وذِرْبَة منقولة من ذَرِبَة كمِعْدَة من مَعِدَة. وقيل: أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها، من قولهم: ذرب لسانه إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال.
قوله: "كالذئبة العساء"، أي الشديدة، الجريئة.
"في ظل السرَب", والسَّرَب -بفتح السين والراء المهملتين وفي آخره باء موحدة- وهو البيت في الأرض.
قوله: "خرجت أبغي الطعام"، أي أبغي لها الطعام، أي أطلب.
قوله: "فخلفتني"، أي تركتني. "بنزاع" أي خصومة. "وهرب" أي فرار.
¬__________
(¬1) "سنن البيهقي الكبرى" (10/ 240 رقم 20904).

الصفحة 37