كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 14)

وأخرجه أبو داود (¬1): ثنا مسدد، قال: أنا أبو عوانة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى النبي -عليه السلام- فجعل يتكلم بكلام، فقال رسول الله -عليه السلام-: إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حُكمًا".
وقد مرّ تفسير الحكم وهو بمعني العلم والفقه والقضاء بالعدل.
ص: حدثنا أبو بشر الرقي؛ قال: ثنا الفريابي، عن سفيان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال: "استنشدني النبي -عليه السلام- شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته، فكلما أنشدت بيتًا قال: هيه حتى أنشدته مائة قافية، قال: كاد ابن الصلت يسلم".
ش: أبو بشر: عبد الملك بن مروان الرقي.
والفريابي: هو محمَّد بن يوسف شيخ البخاري.
وسفيان هو الثوري.
وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفي أبو يعلى، قال أبو حاتم: ليس بالقوي في الحديث. وقال ابن معين: صالح. روى له النسائي، ومسلم في المتابعات.
وعمرو بن الشريد روى له الجماعة.
وأبوه: شريد بن سويد الثقفي الصحابي.
وأخرجه مسلم (¬2): حدثني زهير بن حرب، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه. . . . إلى آخره نحوه.
قوله: "هيه" يعني إيه، فأبدل من الهمزة هاء، وإيه اسم سمي به الفعل، ومعناه الأمر، يقول للرجل: إيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن
¬__________
(¬1) "سنن أبي داود" (4/ 303 رقم 5011).
(¬2) "صحيح مسلم" (4/ 1767 رقم 2255).

الصفحة 39