كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 14)

وأبو عمر اسمه حفص بن عمر شيخ البخاري وأبي داود، ونسبته إلى حوض داود محلة ببغداد.
وأخرجه أبو داود (¬1): عن حميد بن مسعدة، عن خالد بن الحارث.
عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده "أن رجلًا أتى النبي -عليه السلام- فقال: يا رسول الله إن لي مالًا وولدًا، وإن والدي يجتاح مالي، قال: أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم".
وأخرجه النسائي (¬2): عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن حسين. . . . إلى آخره.
وأخرجه ابن ماجه (¬3): عن أحمد بن الأزهر، عن روح بن عبادة، عن حسين المعلم به نحوه.
قوله: "يريد أن يجتاح" بالجيم وفي آخره حاء مهملة، قال الخطابي أي يريد أن يستأصله ويأتي عليه، والعرب تقول: جاحهم الزمان واجتاحهم إذا أتى على أموالهم، ومنه الجائحة وهي الآفة التي تصيب الأموال فتهكلها، ويمكن أن يكون ما ذكره السائل من اجتياح والده ماله إنما هو بسبب النفقة عليه، وأن مقدرا ما يحتاج إليه منها كثير لا يسعه عفو مال إلا بأن يجتاح أصله، فلم يعذره النبي -عليه السلام- ولم يرخص له في ترك النفقة، وقال له: أنت ومالك لأبيك على معنى أنه إذا احتاج إلى مالك أخذ منك قدر الحاجة كما يأخذ من مال نفسه، فأما أن يكون أراد به إباحة ماله حتى يجتاحه ويأتي عليه فلا أعلم أحدًا ذهب إليه.
¬__________
(¬1) "سنن أبي داود" (3/ 289 رقم 3530) ولكن من طريق محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب به.
(¬2) قلت: هذا وهم من المؤلف -رحمه الله- في تخريج هذا الحديث والتبس عليه بحديث "كُلْ من مال يتيمك غير مسرف ولا مُتاثل" وهو في تحفة الأشراف (6/ 309 رقم 8681)، وأما حديث الباب فهو في تحفة الأشراف (6/ 306 رقم 8670).
(¬3) "سنن ابن ماجه" (2/ 769 رقم 2292) بسند مختلف.

الصفحة 510