كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 14)

قَالَ أَبُو دَاوُد: هذا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ عَنْ ابن جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ أَلْقَاهُ. وَالْوَهْمُ فِيهِ مِنْ هَمَّامٍ وَلَمْ يَرْوِهِ إِلَّا هَمَّامٌ.
قال ابن عبد البر (¬1) في "التمهيد": احتجوا بحديث عبد الرزاق، عن الثوري، عن سليمان الشيباني، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، أن رجلًا سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أحج عن أبي؟ قال: "نعم، إن لم تزده خيرًا لم تزده شرًا".
قال أبو عمر: أما هذا الحديث فقد حملوا فيه على عبد الرزاق؛ لانفراده به عن الثوري من بين سائر أصحابه، وقالوا: هذا حديث لا يوجد في الدنيا عند أحد بهذا الإسناد إلا في كتاب عبد الرزاق أو في كتاب من أخرجه من كتاب عبد الرزاق ولم يروه أحد عن الثوري غيره وقد خطئوه وهو عندهم خطأ فقالوا: هذا لفظ منكر لا تشبهه ألفاظ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يأمر لما لا يدري هل ينفع أم لا ينفع.
[قلت]: وكثيرًا ما تجد في هذا الكتاب من إطلاقات الإمام أحمد النكارة على الوهم والخطأ وإن كان المتفرد ثقة وإن لم يخالف، وتطلق النكارة أيضًا على رواية الضعيف.
أمثلة على ذلك:
- ففي "سنن البيهقي" و"نصب الراية" و"زاد المعاد" (¬2) قول الإمام أحمد في حديث عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنه-: لا تلبسوا علينا سنة نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم-، عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرًا.
¬__________
(¬1) 9/ 129.
(¬2) "سنن البيهقي" 7/ 448، و"نصب الراية" 3/ 550، و"زاد المعاد" 5/ 722.

الصفحة 27