كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 14)

399 - ما جاء في فضل صيام يوم عرفة وعاشوراء
حديث أبي قتادة -رضي اللَّه عنه-: "صيام عرفة يكفر السنة والتي تليها، وصيام عاشوراء يكفر سنة" (¬1).
قال الإمام أحمد: لم يرفعه لنا سفيان وهو مرفوع (¬2).
¬__________
= عائشة قالت: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم: "يا عائشة، هل عندكم شيء؟ " قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ما عندنا شيء. قال: "فإني صائم" قالت: فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأهديت لنا هدية -أو جاءنا زور- قالت: فلما رجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قلت: يا رسول اللَّه، أهديت لنا هدية -أو جاءنا زور- وقد خبأت لك شيئًا قال: "ما هو؟ " قلت: حيس. قال: "هاتيه" فجئت به فأكل. ثم قال: "قد كنت أصبحت صائمًا". قال طلحة: فحدثت مجاهدًا بهذا الحديث فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها.
مسألة: قال الترمذي (732) والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وغيرهم، أن الصائم المتطوع إذا أفطر فلا قضاء عليه إلا أن يحب أن يقضيه، وهو قول سفيان الثوري وأحمد وإسحاق والشافعي.
وقال أيضًا (735) وذهب قوم من أهل العلم من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وغيرهم أن عليه القضاء إذا أفطر، وهو قول مالك بن أنس.
(¬1) "مسند أحمد" 5/ 296 قال: حدثنا سفيان قال: سمعناه من داود بن شابور، عن أبي قزعة، عن أبي الجليل، عن أبي حرملة، عن أبي قتادة، موقوفًا عليه.
(¬2) "مسند أحمد" 5/ 296. قلت: وللمتن شاهد في "صحيح مسلم" (1162) من طريق عبد اللَّه بن معبد الزماني عن أبي قتادة مرفوعًا به، قلت: لكن قال البخاري في "التاريخ الكبير": 5/ 198 ولا نعرف سماعه من أبي قتادة. يعني: عبد اللَّه بن معبد الزماني.

الصفحة 427