كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 14)

415 - ما جاء في المواقيت
حديث عائشة رضي اللَّه عنها: وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام ومصر الجحفة ولأهل العراق ذات عرق، ولأهل اليمن يلملم (¬1).
قال الإمام أحمد: أفلح بن حميد روى حديثا منكرًا في المواقيت.
قيل له: وصح ذلك عندك. رواه غير المعافى؟
قال: المعافى ثقة (¬2).
¬__________
(¬1) أخرجه النسائي 3/ 123 قال: أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا هشام بن بهرام قال: حدثنا المعافى، عن أفلح، ابن حميد، عن القاسم، عن عائشة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . الحديث.
(¬2) "مسائل أبي داود" (1934)، "الكامل" لابن عدي 2/ 123، "نصب الراية" 3/ 13، "تهذيب الكمال" 3/ 322، "تهذيب التهذيب" 1/ 186.
فائدة: قال: ابن عدي في "الكامل" 2/ 123 إنكار أحمد على أفلح في هذا الحديث قوله: ولأهل العراق ذات عرق.
قلت: والمتن له شاهد، فقد أخرجه مسلم (1183) من طريق جابر بن عبد اللَّه. . وفيه: ومهل أهل العراق من ذات عرق.
فائدة هامة: قال الإمام مسلم في "التمييز" 214 - 215: أحاديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقت لأهل العراق ذات عرق، ليس منها واحد يثبت، فاما رواية المعافى، عن أفلح، عن القاسم، عن عائشة فليس بمستفيض عن المعافى، إنما روى هشام بن بهرام، وهو شيخ من الشيوخ ولا يقر الحديث بمثله إذا تفرد.
قلت: قول الإمام مسلم لا ينافي إخراج الحديث في كتابه، فقد أخرجه في الشواهد، ثم إنه قد ذكر في مقدمة كتابه أنه سيأتي بأحاديث معلة، وعلى ذلك نص كثير من السلف والخلف على أن مسلم يأتي بالحديث ليعله.

الصفحة 445