كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 14)

14 - ما جاء في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه لا ينام"
حديث أبى موسى -رضي اللَّه عنه-: "إنَّ اللَّه عز وجل لا ينام, ولا ينبَغِي له أنْ ينامَ، يخْفِض القِسطَ ويرفَعه. ويرفع إليه عمَل الليلِ قبل النَّهارِ، وعمل النهارِ قبل عملِ اللَّيلِ حِجابه النور -وفى رواية أبى بكر: النار- لو كشَفه لأَحرقتْ سبحات وجهِهِ ما انْتَهى إليهِ بصره من خَلْقِهِ" (¬1)
قال الإمام أحمد عندما عرض عليه حديث عبيد اللَّه بن موسى، عن سفيان، عن حكيم بن الديلم، عن أبي بردة، عن أبيه قال: قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأربع فقال: "إن اللَّه لا ينام" فقال أحمد: هذا حديث الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، هذا لفظ حديث عمرو بن مرة، أراه دخل لعبيد اللَّه بن موسى إسناد حديث في إسناد حديث (¬2).
وقال مرة: ليس بصحيح، هذا غلط من عبيد اللَّه بن موسى، لم يكن صاحب حديث، هذا حديث الثوري، عن حكيم، عن أبي بردة، عن أبي
¬__________
= ترجمة عمرو بن شعيب 5/ 167 قال الترمذي عن البخاري: رأيت أحمد وعليا وإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ما تركه أحد من المسلمين، فمن الناس بعدهم.
قلت -الذهبي: أستبعد صدور هذِه الألفاظ من البخاري، أخاف أن يكون أبو عيسى وهم، وإلا فالبخاري لا يعرج على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم، ثم لا يحتج به أصلا ولا متابعة.
(¬1) أخرجه مسلم (179) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى مرفوعًا به.
(¬2) "العلل" رواية عبد اللَّه (1327).

الصفحة 58