كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 14/ 1)
ولما تأسس المجمع اللغوي بالقاهرة بمرسوم من الملك أحمد فؤاد، وصدر عنه مرسوم ثان في العام الموالي في (16 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م) تم بموجبه تسمية الأعضاء العاملين بالمجمع، وكان من بينهم المترجم له.
وفي يوم (الأحد 25 ربيع الثاني سنة 1356 هـ / 4 جويليه 1937 م) سافر إلى دمشق، فأقام بها شهرين، ثم عاد إلى القاهرة يوم الاثنين غرة رجب/ 8 ديسمبر، واتصل فيها بأصدقائه من العلماء والأدباء الذين رحبوا بقدومه، وأقاموا له حفلات التكريم، وألقى محاضرة في قاعة المحاضرات بالمجمع العلمي عنوانها: (أثر الرحلة في الحياة العلمية والأدبية).
ولم يترك الاهتمام بقضايا المغرب العربي، فأسس بعد الحرب العالمية الثانية (جبهة الدفاع عن شمال أفريقيا) التي قامت بعدة أعمال لفائدة المغرب العربي، وكان من بين أعضائها: الزعيم الحبيب بورقيبة عند هجرته إلى مصر، ومحيي الدين القليبي عند زيارته الأولى لمصر.
وقدم المساعدة اللازمة للمجاهد الأكبر الأستاذ الحبيب بورقيبة عند قدومه إلى مصر في مارس 1946 الذي أوقفته السُّلَط المصرية للتثبت من هويته قبل دخوله القاهرة، وزار الزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي في السفينة الراسية في ميناء السويس.
وعندما قامت الثورة المصرية سمي شيخاً للجامع الأزهر في يوم الأربعاء (27 ذي الحجة سنة 1371 هـ / 7 سبتمبر 1952 م)، وكان قد أحيل على التقاعد منذ سنة 1950، ولما نحي اللواء محمد نجيب عن الحكم، ونفي إلى مكان مجهول في 20 أوت 1953، وكثرت أمراضه الجسمية، وهزلت صحته؛