كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

[فصل] (¬1) وفيها توفي

أحمدُ بن يوسفَ
ابنِ القاسم بن صبيح، أبو جعفر، الكاتبُ الكوفي، مولى بني عِجْل.
[قال الخطيب (¬2): كان] كاتبَ المأمونِ على ديوان الرسائل، وكان من أفاضل الكتَّاب وأذكاهم وأجمعِهم للمحاسن، فصيحَ اللسان، مليحَ الخطّ، يقول الشِّعر في الغَزَل والمديح، [له أخبارٌ مع إبراهيمَ بن المَهدي وأبي العتاهية وغيرِهما، وكتب للمأمون بعد أحمدَ بن أبي خالد].
وقال له رجلٌ يومًا: ما أدري ممَّ أعجب: مما وَليَه اللهُ من حُسْنِ خَلقك، أو ممَّا وليتَه من تحسين خُلقك، فوَصَله.
ومن شِعره: [من الطويل]
إذا قلتَ في شيء نَعَمْ فأتِمَّه ... فإنَّ نَعَمْ دَينٌ على الحرِّ واجبُ
وإلَّا فقل لا واسترحْ وأَرح بها ... لكيلا يقولَ الناس إنَّك كاذب (¬3)
ومنه: [من الطويل]
إذا المرءُ أَفشَى سِرَّه بلسانه ... ولام عليه غيرَه فهو أحمقُ
إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سِرِّ نفِسِه ... فصدرُ الذي يُستودَع السِّرَّ أَضيق (¬4)
و[قال الصُّولي: ] وماتت لبعض إخوانِه الكتَّاب بَبْغاء، وكان للكاتب أخٌ اسمه عبدُ الحميد وكانت فيه غفلة [وتضعُّف (¬5)، فحزن عليها أخوه (¬6)] فكتب إليه أحمدُ [بنُ
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) انظر تاريخ بغداد 6/ 463. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬3) تاريخ دمشق 2/ 288 (مخطوط)، والبداية والنهاية 14/ 196. ونسبهما صاحب العقد الفريد 1/ 245 لابن أبي حازم.
(¬4) تاريخ دمشق والبداية والنهاية.
(¬5) في تاريخ بغداد 6/ 464، وتاريخ دمشق 2/ 289 (مخطوط)، ومعجم الأدباء 5/ 164: وكان له أخ يضعف. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) في (ب): أبوها. والمثبت مستفادٌ من المصادر.

الصفحة 127