كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)
و [حكى الخطيب قال: ] (¬1) جاء رجلٌ إلى ابن حميدٍ فقال: اغتبتُ الأسود، فأُتيتُ في منامي فقيل لي: أتغتاب وليًّا من أولياء الله تعالى لو ركب حائطًا ثم قال له: سِرْ، لَسَارَ به! ! .
[وروى ابنُ باكويه الشيرازيُّ عن أسودَ أنَّه قال: ] (¬2) رَكعتان أصلِّيهما أحبُّ إليَّ من الجنَّة، فقيل له في ذلك، فقال: دعونا من كلامكم، فإنَّ الرَّكعتين رضا ربِّي، والجنَّة رضا نفسي، ورضا ربِّي أحبُّ إليَّ من رضا نفسي.
[قال الخطيب: ] (¬3) وكان يُسرف في الوضوء ثم ترك، فقيل له في ذلك، فقال: أسرفتُ (¬4) ليلة، فهتف بي هاتف: يا أسود، ما تصنع! حدَّثنا يحيى بنُ سعيد الأنصاريُّ عن سعيد بنِ المسيَّب قال: إذا جاوز الوضوءُ ثلاثًا لم يُرفَعْ إلى السماء، فقلت: أجِنِّيٌّ أم إِنْسي؟ ! فقال: هو ما تسمع، قال: فقلت: فأنا تائبٌ، فأنا اليومَ يكفيني كفٌّ من ماء.
وكانت وفاتُه ببغدادَ في هذه السَّنة، وقيل: في سنة أربعَ عشرةَ ومئتين، وقيل: في سنة عشرٍ ومئتين (¬5).
أسند عن [حمَّاد بنِ زيد, و] سفيانَ بن عُيينة [وإسماعيل بن عُلَيَّة، ومعتمرِ بن سليمان، وغيرِهم.
وروى عنه حاتِمُ بن الليث [الجوهري، وعبدُ الوهاب بن عبدِ الحكم الورَّاق] وغيرُهما (¬6). وكان صدوقًا ثقة.
[وقال الخطيب] (¬7): غسل وجهَه يومًا من بُكرة إلى نصف النَّهار، فقيل له في ذلك، فقال: رأيتُ مبتدعًا، وقد غسلتُ وجهي إلى الساعة وما أظنُّه ينقى.
¬__________
(¬1) في تاريخه 7/ 500. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) في (خ): وقال أسود.
(¬3) في تاريخه 7/ 499. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في (خ): أرقت.
(¬5) لم أقف على هذا الأخير.
(¬6) في (خ): وغيره. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬7) في تاريخه 7/ 500. وما بين حاصرتين من (ب).