كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

حديثَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَتَدعنا وتُقْبِل على الأشعار! فغضب شعبةُ غضبًا شديدًا وقال: يا هؤلاء، أنا أعلمُ بالأصلحِ لي، أنا واللهِ الذي لا إله إلَّا هو في هذا أَسلَمُ منِّي في ذاك.
توفِّي أبو زيدٍ بالبصرة سنةَ خمسَ عشْرةَ ومئتين. وقيل: سنة أربعَ عشرة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
حدَّث عن شعبةَ وغيرِه، وروى عنه القاسمُ بن سلَّامٍ وغيرُه. واتَّفقوا على صدقه وثقتِه وبصحَّة روايته (¬1).
[وفيها توفي]

قَبِيصةُ بن عُقبةِ
أبو عامر السُّوائيُّ، من بني عامرِ بن صَعْصَعة. كان زاهدًا قنوعًا.
[حكى الخطيبُ (¬2) عن] جعفرِ بن حَمْدويهْ (¬3) قال (¬4): كنا على باب قَبيصةَ ومعنا دُلَف بن [أبي دُلَفٍ أبو] (¬5) عبدِ العزيز ومعه الخدم، فأبطأ قَبيصةُ في الخروج، وعاوده الخَدَمُ وطرقوا عليه الباب، وقالوا: ابنُ مَلِك الجبالِ (¬6) على بابك وأنتَ لا تخرج إليه! [قال: ] (¬7) فخرج قَبيصةُ وفي طَرَف إزاره كِسرٌ من الخبز، فقال لهم: رجلٌ قد رضي من الدنيا بمثل هذا ما يصنع بابن مَلِكِ الجبال! اذهبوا فواللهِ لا حدَّثتُه. ولم يحدِّثه.
وكانت وفاته في هذه السنة. وقيل: سنة ثلاث وعشرين (¬8) ومئتين، والأول أصحُّ.
أسند عن الثوري والحمَّادَين (¬9) وغيرهم. وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل رحمة
¬__________
(¬1) كذا في (خ). والترجمة ليست في (ب)، وكذا التي قبلها.
(¬2) في تاريخه 14/ 496. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬3) في (ب) و (خ): حمويه. والمثبت من تاريخ بغداد.
(¬4) في (خ): قال جعفر بن حمويه.
(¬5) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد.
(¬6) في تاريخ بغداد: الجبل.
(¬7) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬8) الصواب: ثلاث عشرة. وعزاه الذهبي في السير 10/ 135 لمعاوية بن صالح، ووهَّمه فيه، وانظر تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
(¬9) لم تذكر المصادر سوى حماد بن سلمة.

الصفحة 147