كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

أنَّه محلُّ الصِّدق رحمه الله.

الوليدُ بن أَبَان الكرابيسي (¬1)
من أكابر المعتزلةِ بالبصرة، وله مقالاتٌ معروفة يقرِّر فيها مذاهبَ المعتزلة (¬2). وقد رُوي رجوعُه عن علم الكلام؛ فقال أحمدُ بن سنان: كان الوليدُ خالي، فلمَّا حضرته الوفاةُ قال لبنيه: هل تعلمون أحدًا أعلمَ مني بعلم الكلام؟ قالوا: لا، قال: فتتَّموني؟ قالوا: لا، قال: فأُوصيكم أَتقبلون مني؟ قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحابُ الحديث، فإني رأيت الحقَّ معهم، ولست أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزّقين، ألم ترَ أحدَهم يأتي إلى الرئيس منهم فيخطِّئه ويهجِّنه!
[وفيها توفِّي]

يَسَرةُ بن صفوانَ
ابن جميل أبو صفوانَ الدِّمشقي. أصلُه من البَلَاط قريةٍ بغوطة دمشق [كان يسكنها واثلةُ بن الأسقع.
وحكى الحافظُ ابن عساكرٍ عن أبي زُرعةَ الدمشقيِّ أنَّه ذكره في "أهل الفتوى من أهل دمشق" (¬3) قال: وقال الكلاباذي: ] وُلد سنةَ عشرٍ ومئة، وأنشد له (¬4): [من الكامل]
ولَربَّما ابتسم الكريمُ من الأذى ... وضميرُه من حرّه يتأوَّهُ
ولربَّما خَزَنَ التَّقيُّ لسانَه ... حَذَرَ الجوابِ وإنَّه لَمفوَّه
و[اختلفوا في وفاته، فقال الكلاباذي: ] مات في سنة عشرٍ ومئتين، [وقال أبو
¬__________
(¬1) هذه النسبة إلى بيع الثياب. الأنساب 10/ 371.
(¬2) كذا قال، وكذا نقل عنه ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 2/ 210، وفي الكلام نظر. انظر تاريخ بغداد 15/ 612، والمنتظم 10/ 273، وتاريخ الإِسلام 5/ 722، والسير 10/ 548. وانظر ما سيأتي.
(¬3) في (خ): كان من أهل الفتوى. وتنظر ترجمته في مختصر تاريخ دمشق 28/ 36، وتاريخ الإِسلام 5/ 483، وتهذيب الكمال، وما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في (خ): ومن شعره. وفي تاريخ الإِسلام 5/ 483: ومن شعره فيما قيل، وفي العقد الفريد 2/ 283: للأحنف أو غيره.

الصفحة 150