كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)
وأمَّا قولُ البخاري: ما كتبت من حديثه حرفًا، فقد أثنى عليه في مواضعَ وقال: محمدُ بن عمرَ الواقدي قاضي بغداد، حدَّث عن مالكٍ ومَعمر، سكتوا عنه (¬1). وأما النَّسائي، فقد ثلب جماعةً في كتابه الَّذي سمَّاه كتاب "الضعفاءِ والمتروكين"، فإنَّه طعن في أبي حنيفةَ وقال (¬2): ليس بالقويِّ في الحديث، وكذا تكلَّم في محمد بنِ الحسن (¬3) وغيره، وللواقديِّ بأبي حنيفةَ ومحمدٍ وغيرِهما أُسوة] (¬4).
وقال المصنِّف رحمه الله: ومَن طلب الترجيحَ بين هذه الأقوال، علم أن الأوْلى ذكر المحاسن [واللهُ تعالى مطَّلع على الضمائر والبواطن] وهؤلاء قومٌ حطُّوا رحالهم عند اللهِ تعالى منذ سنين، وهم أعلامُ الإسلام [وأئمَّة الدِّين، وخصوصًا الواقدي، فإنَّ أقواله في رواية تفاسيرِ القرآن مقبولةٌ مشهورة].
ذِكر ولدِه:
[قال الخطيب: ] (¬5) كان للواقديِّ ولدٌ اسمه محمدُ [بن محمد] (¬6) بنِ عمر، وكُنيته أبو عبدِ الله.
حدَّث عن أبيه بكتاب"التاريخ" وغيرِه [وحدَّث عن موسى بنِ داود، وحدَّث عنه [عباسٌ] (¬7) التَّرْقُفي وغيرُه. وهو الَّذي روى عن ابن عباسٍ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أتى الصيفُ خرج من البيت ليلةَ الجمعة، وإذا كان الشتاءُ دخل ليلةَ الجمعة. قال الخطيب: وهذا الحديثُ غريب جدًّا (¬8).
¬__________
(¬1) تتمة كلام البخاري في التاريخ الكبير 1/ 178: تركه أحمد وابن نمير. وقال في الضعفاء الصغير ص 104: متروك الحديث. وهذا معنى: سكتوا عنه، لا كما توهم المصنف رحمه الله.
(¬2) ص 100.
(¬3) لم أجد له ذِكرًا في الضعفاء والمتروكين، وقد ذكر فيه محمد بن الحسن بن زَبَالة، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد ص 93 - 94 وقال عنهما: متروك الحديث.
(¬4) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬5) في تاريخه 4/ 322. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد.
(¬7) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬8) تاريخ بغداد 5/ 322، وأخرجه أيضًا ابن الجوزي في العلل المتناهية (1163) و (1164) وقال: هذا حديث لا يصح. اهـ. وينظر طرقه ثمَّة.