كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

قمت: ووهم ابن مَعين؛ فإنَّ أوَّلَ مَن أسلم من الرِّجال أبو بكر (¬1)، وقد ذكرناه في صدر الكتاب.
وقال أبو نُعيم الأصفهاني. الهيثمُ في فضله وجلالة قدرِه يوجد في أحاديثه مناكيرُ عن الثِّقات.
وحكى الخطيبُ (¬2) أن] أبا نُوَاس هجاه [لأن أبا نواسٍ دخل عليه فلم يعرفه، فقام أبو نُواس مغضَبًا، وبلغ الهيثم، فجاء إلى أبي نُواسٍ واعتذر إليه وقال له: لا تهجوني، فقال له: أمَّا ما مضى فلا كلامَ فيه، وأما في المستقبل فلا] فقال (¬3): [من البسيط]
إذا نسبتَ عَدِيًّا في بني ثُعَلٍ (¬4) ... فقدِّم الدالَ قبل العينِ في النَّسَبِ
يعني: دَعيّ.
له لسانٌ يواتيهِ بجوهره ... كأنَّه لم يَزَلْ يَغْدُو (¬5) على قَتَبِ
[ويقال: إنَّ الهيثمَ جاءه قبل أن يهجوَه، فسأله ألا يهجوه، فقال: ألم تسمعْ إلى قوله تعالى: {وَأَنَّهُم يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)} [الشعراء: 226]؟ . واللهُ أعلم بالصواب.
وفيها توفِّي] (¬6)

يحيى بنُ حسان
أبو زكريا الكوفي (¬7). نزل تِنِّيس. [وقال أبو حاتم بنُ حِبَّان] (¬8) أصلُه دمشقي. ومولدُه
¬__________
(¬1) لم يتكلم ابن معين في أولية إسلام أبي بكر - رضي الله عنه - حتى ينسب إليه الوهم، وإنما طعن في هذه الرواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - خاصة. ثم إن هذه الرواية مطلقة ليس فيها تقييد بالرجال كما لا يخفى.
(¬2) في تاريخه 16/ 80.
(¬3) في (خ): وهجاه أبو نواس فقال. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬4) في (خ): ثعلب، والمثبت من الديوان ص 92، وتاريخ بغداد 16/ 81. والبيتان ليسا في (ب).
(¬5) في (خ): يعزا، والمثبت من تاريخ بغداد ومعجم الأدباء 19/ 307، وورد فيهما أيضًا: يُزَجِّيه، بدل: يواتيه. والبيت ليس في الديوان.
(¬6) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬7) كذا قال، والذي في المصادر: البصري. انظر تاريخ دمشق 18/ 50 (مخطوط)، وتهذيب الكمال، والسير 10/ 127، وينظر باقي مصادر ترجمته ثمَّة.
(¬8) في كتاب الثقات 9/ 252. وما بين حاصرتين من (ب).

الصفحة 37