كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

وله أشعارٌ كثيرة منها: [من الوافر]
منعْتُ بني أُمَيَّةَ ما أرادت ... وقد كانت تسمَّت بالخلافهْ
أَبَرْتُهمُ من الشامات قتلًا ... ولم يكُ لي بهمْ في ذاك رافه
أُناضلهمْ (¬1) عن المأمون إنِّي ... على مَن خالف المأمون آفه

مسلم بنُ الوليد الأَنْصَارِيّ
مولى أسعدَ بن زُرارةَ الخزرجي (¬2). دخل أعرابي على ثعلب فقال له: أَنْتَ الذي تزعم أنك أعلمُ الناسِ بالأدب؟ قال: كذا يزعمون، قال: أَنشِدني أرقَّ بيتٍ قالت العرب، قال: قولُ جَرير: [من البسيط]
إنَّ العيونَ التي في طَرْفها مرضٌ ... قتلْننا ثم لم يُحْيِينَ قَتلانا
يَصْرعْنَ ذا اللُّبِّ حتَّى لا حَرَاكَ (¬3) به ... وهنَّ أضعفُ خَلْقِ اللهِ أَركانا
فقال: هذا شِعرٌ رثّ، قد لاكه السفهاءُ بألسنتها، هاتِ غيرَه. فقال ثعلب: أَفِدنا من عندك، فقال: قولُ صريعِ الغواني مسلم: [من الطَّويل]
نبارزُ أبطال الوغى فنُبيدهمْ ... وتقتلنا في السِّلم لحظُ الكواعبِ
وليست سهامُ الحربِ (¬4) تُفني نفوسَنا ... ولكنْ سهامٌ فوِّقت في الحواجب
فقال ثعلب: اكتبوها على الحناجر (¬5) ولو بالخناجر.
ولمسلمٍ في "الحماسة" (¬6): [من الطَّويل]
حنينٌ ويأسٌ كيف يجتمعانِ ... مَقيلاهما في القلب مختلفانِ
غدتْ والثَّرى أَولى بها من وليِّها ... إلى منزلٍ ناءٍ لعينك دانِ
¬__________
(¬1) في (خ): أفاضلهم، والمثبت من تاريخ دمشق 62/ 324، والوافي بالوفيات 3/ 156، وتنظر ترجمته أَيضًا في تاريخ الإِسلام 5/ 177.
(¬2) تاريخ بغداد 15/ 116 - 118، والمنتظم 10/ 195، وطبقات الشعراء لابن المعتز ص 235، ومعجم الشعراء ص 727، والسير 8/ 365، ويعرف بصريع الغواني.
(¬3) رواية الديوان 1/ 163: لا صراع به.
(¬4) رواية الديوان ص 306: سيوف الهند.
(¬5) في المنتظم 10/ 195: المحاجر. ومَحجِر العين: ما يبدو من النقاب. مختار الصحاح (حجر).
(¬6) في (خ): الحاشية، وهو تحريف، والأبيات في الحماسة 2/ 942 (بشرح المرزوقي)، والديوان ص 341.

الصفحة 51