كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)
وحجَّ بالنَّاس صالحُ بن العباسِ بن محمَّد بن عليّ عاملُ مكَّة.
[فصل] (¬1) وفيها تُوفِّي
أحمدُ بن الرشيد، وليس بالسَّبْتي
و[اختلفوا فيه، فـ] قيل: اسمُه صالح (¬2)، وكُنيته أبو عيسى، وقيل: كُنيته أبو أَحْمد [والأصحّ أن كنيتَه أبو أَحْمد وهي اسمُه] (¬3).
وكان من أحسن الناسِ وجهًا، وأجملِهم ظَرْفًا، وكان إذا ركب جلس النَّاسُ لرؤيته أكثرَ ما يجلسون (¬4) لرؤية الخلفاء، وكان فَطِنًا، قال له الرشيدُ [يومًا وهو صبي] (¬5): ليت حُسنَك لعبد الله، يعني المأمون، فقال له: على أنَّ حظَّه منك لي، فعجب الرشيدُ من جوابه على صِباه.
وكان المأمونُ يحبُّه محبةً شديدةً بحيث لا يصبر عنه لحظة، وكان قد أعدَّه للخلافة، ومن حبِّه له كان يقول: إنني لَيسهل عليَّ الموتُ وفقدُ الخلافة لمحبَّتي أن يليَ أبو عيسى. فمات في هذه السَّنة.
و[اختلفوا في] (¬6) سببِ موته [على قولين: أحدهما] أنَّه خرج إلى الصيد، فركض دابَّتَه، فوقع على رأسه، فاختلَّ دماغهُ، فكان يُصرع في اليوم مرَّات حتَّى مات.
[والثاني: ] (¬7) أنَّه قال وقد رأى هلال رمضان: [من الطَّويل]
دعاني شهرُ الصومِ لا كان من شهر ... ولا صمتُ شهرًا بعدَه آخرَ الدَّهرِ
فلو كان يُعْديني الإمامُ بقدرة ... على الشهر لاستعديتُ جهدي على الشهر (¬8)
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) في أشعار أولاد الخلفاء ص 88: واسمه أَحْمد، وقيل: محمَّد. وانظر المنتظم 10/ 199، والأغاني 10/ 187 - 193، والوافي بالوفيات 16/ 273 - 274، وتاريخ الإِسلام 5/ 237 - 239.
(¬3) في (خ): وقيل: هي اسمه.
(¬4) في (خ) و (ب): يحتبسون، والمثبت من المصادر.
(¬5) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬7) في (خ): وقيل.
(¬8) أشعار أولاد الخلفاء، والأغاني 10/ 188، والمنتظم 10/ 200.