كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

واتفقوا على صِدق أبي عمرٍو ونُبله وفضله، وقد غمزه الخطيبُ [فقال (¬1): كان مشهورًا] بشُرب النبيذ [فقصَّر به ذلك عند أهلِ العلم، قلت: شربُ النبيذ] (¬2) مذهبُ أهل العراق [ولو عابه ذلك لما روى أحمدُ بن حنبل عنه أماليَه، ولا لازم مجلسَه، ولا أثنى عليه، واللهُ أعلم.
وفيها تُوفِّي]

حُميدُ بن عبد الحميد الطُّوسيّ
من قوَّاد المأمون. [ذكره الصوليُّ فقال: ] (¬3) كان جبَّارًا، قال له رجل: رأيتُ في المنام قصورًا في بساتين، فقلت: ما هذه؟ قالوا: الجنةُ أُعدَّت لحُميد الطوسي، فقال له حميد: إنْ صدقتْ رؤياك، فالجَوْرُ ثَمَّ أشدُّ من ها هنا بكثير.
[وروى ابنُ ناصرٍ بإسناده إلى] أبي الحسنِ بن البراءِ قال (¬4): مات حميدٌ [الطوسيُّ في سنة عشرٍ ومئتين] (¬5) فإنَّا لَجلوسٌ ننتظر إخراجه، إذ أشرفت [علينا] جاريةٌ من القصر، فأنشأتٍ تقول (¬6): [من البسيط]
مَن كان أصبح هذا اليومَ مغتبطًا ... فما غبطنا به واللهُ محمودُ
أو كان منتظرًا في الفطر سيِّدهُ ... فإنَّ سيَّدنا في اللَّحد ملحود
فأقلقتْنا واللهِ وأحزنتنا (¬7).
¬__________
(¬1) في تاريخه 7/ 344. وما بين حاصرتين من (ب).
(¬2) في (خ): وهو مذهب أهل العراق.
(¬3) ما بين حاصرتين من (ب)، وانظر المنتظم 10/ 220.
(¬4) في (خ): وقال أبو الحسن بن البراء.
(¬5) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) واسمها: عذل، كذا في تاريخ الطبري 8/ 609.
(¬7) المنتظم 10/ 220.

الصفحة 81