كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 14)

قلت: ] ولم يتكلَّموا في الأصمعيِّ إلَّا من حيث البخلُ وسقوطُ الهمّة [وخساسةُ النفس. حكى ابنُ دُريد عن] أبي عبيدةَ [معَمر] قال (¬1): كان الأصمعيُّ ساقطًا خسيسًا، يجمع أخبارَ البخلاءِ ويحدِّث بها أهلَه وأولادَه، ويأمرهم بالعمل بها. [قال: ] وارتفعت يومًا في داره ضجَّة، فقيل: إنما يفعلون هذا عند تفرقةِ الخبز.
وقال المبرِّد: كان الأصمعيُّ ينشد لنفسه: [من السريع]
يا أُمَّةَ اللهِ أَلَم تَسْمَعِي (¬2) ... ما قال عبدُ الملكِ الأصمعي
واحدةٌ أثقلني حملُها ... فكيف لو قمتُ على أربعِ
يريد أربع نسوة.
وهجا يحيى بنُ المبارك اليزيديُّ الأصمعيَّ فقال: [من المتقارب]
أَبِنْ لي دَعِيَّ بني أَصمعٍ ... أَقَفرٌ رباعُك أم (¬3) آهلهْ
ومَن أنت هل أنت إلَّا امرؤٌ ... إذا صحَّ أنَّك (¬4) من باهله
يشير إلى خساسة باهلةَ في العرب.
وقال أبو العَيناء: لما رُفعت جنازةُ الأصمعيِّ حدَّثني أبو قِلابةَ الجَرمي، ثم قال وأشار إلى الجنازة: [من الخفيف]
قبَّح (¬5) اللهُ أَعظُمًا حملوها ... نحو دارِ البِلى على خشباتِ
أعظُمًا تُبغض النبيَّ وأهلَ الـ ... بيتِ والطَّيِّبين والطيبات
[فقال أبو العيناء: ] ثم حدَّثني أبو العَتَاهيةِ (¬6) وقال: [من البسيط]
لا دَرُّ دَرِّ بناتِ الأرضِ إذ فُجعت ... بالأصمعيِّ لقد أَبقتْ لنا أسفا
¬__________
(¬1) في (خ): قال أبو عبيدة.
(¬2) في (خ): إن لم تسمعي. هو خطأ.
(¬3) في (خ): أمر، والمثبت من تاريخ دمشق 43/ 192.
(¬4) في تاريخ دمشق: أصلك.
(¬5) في تاريخ بغداد 12/ 168، وتاريخ دمشق 43/ 219: لعن.
(¬6) كذا في (ب) و (خ)، والصواب: أبو العالية الشامي، كما في تاريخ بغداد وتاريخ دمشق. وما بين حاصرتين من (ب).

الصفحة 99