كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)

7243 - حدثنا علي بن حرب، والصغاني، وعمّا ربن رجاء قالوا: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه (¬1)، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، قال: تكلم سهل بن حنيف يوم صفين (¬2) فقال:
-[427]- أَيّها النّاس! اتهموا أنفسكم؛ لقد رأيتنا يوم الحديبية في الصلح الذي كان بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين المشركين، ولو نرى قتالًا لقاتلنا فجاء عمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ ففيم نعطي الدنية في ديننا؟ فقال: "يا ابن الخطاب! إني رسول الله، ولن يضيعني أبدًا"، قال: فرجع وهو يتغيظ، فلم يصبر حتى أتى أبا بكر، فقال له كما قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وزاد: ولمّا يحكم الله بيننا، فقال أبو بكر: يا ابن الخطاب! إنّه رسول الله، ولن يضيعه ابدًا، قال: ونزلت سورة الفتح، فأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عمر فأقرأها إيّاه، فقال: يا رسول الله! أو فتح هو؟ قال: "نعم" (¬3).
رواه ابن نمير عن عبد العزيز، وزاد: "فطابت نفسه ورجع" (¬4).
¬_________
(¬1) عبد العزيز بن سياه هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) صِفِّين: بكسر أوله وثانيه وتشديد الفاء، وهو موضع معروف بالشام، على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس، وفيه كانت وقعة صفين بين علي بن أبي طالب ومعاوية -رضي الله عنهما- سنة 37 هـ.
انظر: معجم ما استعجم (3/ 837)، معجم البلدان (3/ 471)، البداية والنهاية (7/ 268 - 287).
(¬3) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (94) 3/ 1411 - 1412)، والبخاري: (كتاب التفسير -باب {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} - ح (4844) (8/ 451 - 452 فتح).
(¬4) إسناده معلق، وهو موصول في صحيح مسلم من طريق ابن نمير به: (كتاب الجهاد والسير -باب صلح الحديبية في الحديبية- ح (94)، 3/ 1411 - 1412).

الصفحة 426