كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)
7268 - حدثنا ابن الجنيد، وعباس الدوري، قالا: حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد (¬1)، عن سلمة بن الأكوع قال: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية تحت الشجرة، قال: فتنحيت (¬2)، فبايع، وبايع، فقال (¬3): "يا ابن الأكوع! ألا تبايع؟ " فقلت: يا رسول الله قد بايعت، قال: "وأيضا"، قال: فبايعته (¬4)، قال: قلت: على ما بايعتموه يا أبا مسلم (¬5)؟ قال: على الموت (¬6).
¬_________
(¬1) يزيد بن أبي عبيد هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) (قال فتنحيت) ليست في (م):.
(¬3) في م: قال.
(¬4) من قوله (فقلت يا رسول الله ... -إلى قوله- فبايعته) تكرر في (ك)، وقد سقط من (م).
(¬5) أبو مسلم كنية سلمة بن الأكوع. الكنى والأسماء للإمام مسلم (2/ 784).
(¬6) انظر الحديث رقم (7265).
7269 - حدثنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة [بن عمّار] (¬1)، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: خرجنا إلى خيبر فكان (¬2) عمِّي يرتجز بالقوم وهو يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
-[466]- ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم] (¬3): "من هذا؟ " قالوا: عامر، قال: "غفر الله لك يا عامر"، وما استغفر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل يخصّه إلّا استشهد-، فنادى عمر بن الخطاب: يا رسول الله! لو متعتنا بعامر، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم، وهو يقول:
قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ ... شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.
إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ
قال (¬4): فبرز له عامرٌ، فقال:
قد علمت خيبر أنِّي عامرٌ ... شَاكِ السِّلاَحِ بطلٌ مجرب
فاختلفا ضربتين، [فوقع] (¬5) سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يَسْفُل له (¬6)، فرجع سيفه على نفسه، وقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر؟ فقال: "من قال ذاك؟ " قلت: نفر من أصحابك، فقال:
-[467]- "كذب (¬7) من قال ذلك، بل له أجره مرتين"، ثُمَّ أَرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عليٍّ، وهو أرمد حتى أَتيت به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبسق في عينه، فبرأَ، ثُمّ أعطاه الراية، وخرج مرحبُ فقال:
قد علمت خيبر إني مَرْحَبُ ... شَاكِ السلاح بطل مُجَرَّبُ.
إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ.
فقال علي -رضي الله عنه- (¬8):
أَنَا الذي سمتني أمِّي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة.
أوفيهمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّندرة.
فضربه ففلق رأس مرحب فقلته، وكان الفتح على يدي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- (¬9) (¬10).
¬_________
(¬1) (ابن عمار) من: (م)، وهو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) في (م): (وكان).
(¬3) من: (م).
(¬4) (قال) ليست في (م):
(¬5) في (ك) (وقع) وما أثبته من: (م).
(¬6) (له) ليست في (م):
(¬7) بمعنى أخطأ، وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ. انظر النهاية (4/ 159).
(¬8) في (م): (- عليه السلام -).
(¬9) في (م): (كرّم الله وجهه).
(¬10) انظر الحديث رقم (7261) و (7262).
* من فوائد الاستخراج: بيان أنّ مرحبا كان ملك قومه.