كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)

7273 - حدثنا عثمان بن خرزاذ الأَنطاكي، قال: حدثني سعيد بن كثير بن عفير (¬1) قال: حدثني الليث بن سعد، عن
-[472]- عبد الرحمن بن خالد بن مسافر (¬2)، عن ابن شهاب (¬3)، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أنّ سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالًا شديدًا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فارتدّ عليه سيفه فقتله، فقال أَصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: رجل مات في سلاحه، وشكّوا في بعض أَمره، قال سلمة: فلمّا قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خيبر قلت: يا رسول الله! ائذن لي أنْ أرجزَ بك، فأذن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عمر بن الخطاب: اعلم ما تقول، قال: فقلت: لولا الله ما اهتدينا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صدقت". ولا تصدقنا ولا صلينا.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صدقت".
وأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا ... قالوا اكفروا قلنا لهم أبينا
فلمّا قضيت رجزي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال هذا؟ " قلت: قاله أخي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يرحمه الله"، قال: فقلت: يا رسول الله إنّ ناسًا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مات جاهدًا مجاهدًا".
قال ابن شهاب: ثُمّ سألت ابن سلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه مثل الذي حدثني به عبد الرحمن إلّا أَنّه قال: -حين قلت: إنّ ناسًا
-[473]- ليهابون الصلاة عليه، وقد شكّوا في شأنه-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كذبوا، مات جاهدًا مجاهدًا، فله أجران اثنان" (¬4).
¬_________
(¬1) ابن مسلم الأنصاري مولاهم، أبو عثمان المصري.
(¬2) الفهمي، أبو خالد ويقال أبو الوليد المصري.
(¬3) ابن شهاب هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬4) انظر الحديث السابق رقم (7272).

الصفحة 471