كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)
بيانُ الشدَّةِ التي أصابت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في غزوة ذات الرقاع (¬1)، ويوم أحد، ومحاربته أعدائه
¬_________
(¬1) سُمّيت بذلك لأَنّ أقدامهم نقبت فكانوا يلفون عليها الخرق -كما في حديث أبي موسى في الباب- وقيل: بل قيل لها ذات الرقاع لأَنّهم رقعوا راياتهم فيها، ويقال ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع تدعى ذات الرقاع، وقيل: بل الجبل الذي نزلوا عليه كانت أرضه ذات ألوان من حمرة وصفرة وسواد فسموا غزوتهم تلك ذات الرقاع.
واختلف في تحديد زمن وقوعها، فقيل: وقعت سنة أربع، وهو قول ابن إسحاق وابن عبد البر، وقيل سنة خمس، وبه قال الواقدي، وابن سعد، وابن حبّان.
وجنح البخاري، وتبعه ابن القيم، وابن كثير، وابن حجر إلى أنّها وقعت بعد غزوة خيبر، وهو أظهر الأقوال، ويؤيده أنّ أبا هريرة وأبا موسى الأشعري شهدا ذات الرقاع، وقد أسلم أبو هريرة عام خيبر، ولم يقدم أبو موسى الأشعري من الحبشة إلّا بعد غزوة خيبر. والله تعالى أعلم.
انظر: المغازي للواقدي (1/ 395)، السيرة لابن هشام (3/ 403)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 61)، صحيح البخاري (7/ 481 - 483) مع الفتح، الثقات لابن حبّان (1/ 257)، الدرر لابن عبد البر (ص: 166)، زاد المعاد (3/ 250 - 254)، البداية والنهاية (4/ 83).
7285 - حدثنا أحمد بن عبد الحميد، وأبو البختري العنبري (¬1)، قالا: حدثنا أبو أسامة (¬2)، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: خرجنا
-[492]- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه (¬3)، فنقبت (¬4) أقدامنا، فنقبت قدماي وسقطت أظفاري، فكنّا نلفُّ على أَرْجُلِنا الخِرَقَ، قال: فسميت غزوة ذات الرقاع ممّا كنّا نُعَصِّبُ على أَرْجُلِنا من الخِرَق، فقال أبو بردة: فحدث [أبو موسى بهذا] (¬5) الحديث، ثمّ كره ذاك، قال: ما كنت أَصنع بأَن أذكر [هذا الحديث] (¬6)، كأن كره أَنْ يكون شيئًا من عمله أفشاه وقال: والله يجزي به، قال أبو البختري: قال أبو أسامة: وزادني غيره (¬7): والله يجزي به (¬8).
¬_________
(¬1) هو عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري.
(¬2) أبو أسامة حماد بن أسامة هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬3) أي: يتعاقبونه في الركوب واحدًا بعد واحدٍ. المجموع المغيث للأصفهاني (2/ 475).
(¬4) أي: تقرحت وآلمت وورمت وتنفطت من المشي.
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 80)، النهاية (5/ 102).
(¬5) في: (ك) طمس، وما أثبته من صحيح مسلم.
(¬6) في: (ك) طمس.
(¬7) أي: غير بريد.
(¬8) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة ذات الرقاع- ح (149)، (3/ 1449). وأخرجه البخاري: (كتاب المغازى -باب غزوة ذات الرقاع- ح (4128)، (7/ 481) فتح).