كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)

7286 - ز- حدثنا سليمان بن سيف الحراني، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين (¬1)، وأبو جعفر بن نفيل (¬2)، قالا: حدثنا
-[493]- زهير (¬3)، قال: حدثنا أبو إسحاق (¬4) سمعت البراء يحدث ح،
وحدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين بن عيّاش أبو بكر السلمي، قال: حدثنا زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يحدث، قال: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الرماة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلًا- عبد الله بن جبير (¬5)، وقال: "إنْ رأيتمونا يتخطفنا الطير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أُرسلَ إليكم، وإن رأيتمونا هَزَمْنَا القومَ وأوطأتهم -وقال حسين: وأوطأناهم (¬6) - فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم"، قال: فهزمهم الله، فأنا والله رأيت النّساء يشتددن على الجبل قد بدت خلاخلهن وسوقهن رافعاتٍ ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم! الغنيمة! ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: إنّا والله لنأتينّ الناس فلنصيبنّ من الغنيمة فلمّا أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، -وقال حسين: فذلك إذ يدعوهم الرسول في
-[494]- أُخْراهم -فلم يبق مع رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-] (¬7) غير اثنى عشر رجلًا، فأصابوا منّا سبعين، وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة: سبعين أسيرًا وسبعين قتيلًا، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ فنهاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ -ثلاث مرات- أفي القوم ابن الخطاب؟ - ثلاث مرات ثُمّ رجع إلى أصحابه فقال: أنها هؤلاء فقد قُتِلوا، قال: فما ملك عمر نفسه فقال: كذبت والله يا عدوّ الله، إنّ الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، فقال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مُثْلة، لم آمر بها ولم تَسُؤني (¬8)، ثمّ أخذ يرتجز أُعْل هُبَل، فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-] (¬9): "ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل! " قال: إنّ لنا العزى، ولا عزى لكم! فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-] (¬10): "ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قولوا: "والله
-[495]- مولانا ولا مولى لهم".
هذا لفظ حديث أبي داود، وحديث الحسن بمثله، وقال: أعل هبل أعل هبل -مرتين-، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا تجيبونه؟ " فقال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لهم -أو: لكم-" والبقية كلّه مثله (¬11).
¬_________
(¬1) الحراني.
(¬2) هو عبد الله بن محمد بن علي، أبو جعفر النفيلي.
(¬3) زهير بن معاوية الجعفي.
(¬4) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي.
(¬5) هو: عبد الله بن جبير بن النعمان الأوسي الأنصاري -رضي الله عنه- شهد العقبة وبدرًا واستشهد بأحد وكان أمير الرماة يومئذ. انظر الإصابة (2/ 286).
(¬6) أي: غلبناهم، وقهرناهم. انظر: النهاية (5/ 201).
(¬7) ساقط من: (ك).
(¬8) أي: لم أكرهها، وإن كان وقوعها بغير أمري.
فتح الباري (7/ 408).
(¬9) ساقط من: (ك).
(¬10) ساقط من: (ك).
(¬11) إسناده صحيح.
وقد أخرجه البخاري: (كتاب الجهاد والسير -باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه ... - ح (3039)، (6/ 188) فتح)، عن عمرو بن خالد، عن زهير به.

الصفحة 492