كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)
بيان شدة غضب الله سبحانه على من يقتله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سبيل الله، والإباحة لمن يُخاطر بنفسه في حرب العدو عن الإمام، وبيان ثوابه، والدّليل من أنّه يكره للإمام إذا أمر رعيته بذلك ولم ينصفهم.
7309 - حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق (¬1)، قال: أخبرنا معمر، عن همّام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اشتد غضب الله على قوم فعلوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو حينئذ يشير إلى رباعيته"، وقال: "اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-] (¬2) في سبيل الله" (¬3).
¬_________
(¬1) عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) ساقط من: (ك).
(¬3) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ح (106)، (3/ 1417).
وأخرجه البخاري: (كتاب المغازي -باب ما أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجرح يوم أحد- ح (4073)، (7/ 430 فتح).
7310 - حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عفّان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة (¬1)، قال: أخبرنا ثابت، عن أَنس بن
-[512]- مالك، أَنّ المشركين لمّا رهقوا (¬2) النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، قال: "من يَرُدُّهم عنّا، وهو رفيقي في الجنّة؟ " فجاء رجلٌ من الأَنصار، فقاتل حتى قُتل، فلمّا رهقوه أيضًا، قال: "من يردهم عنّا، وهو رفيقي في الجنّة؟ " فتقدم رجلٌ من الأَنصار؛ فقاتل حتى قُتل، فلمْ يزل كذلك حتى قُتِل السبعة، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه [وسلم-] (¬3) لصاحبيه: "ما أنصفنا (¬4) أصحابنا" (¬5).
¬_________
(¬1) حماد بن سلمة هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) أي: قَرُبوا منه. تفسير غريب ما في الصحيحين (صـ: 265)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 370).
(¬3) ساقط من: (ك).
(¬4) قال النووي: "الرواية المشهورة فيه ما أَنصفْنا بإسكان الفاء، وأصحابنا منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهير العلماء من المتقدمين والمتأخرين، ومعناه: ما أنصفت قريشٌ الأنصارَ لكون القرشيَيْن لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحدًا بعد واحدٍ، وذكر القاضي وغيرُه أَنّ بعضهم رواه ما أنصفَنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فرّوا من القتال فإنّهم لم ينصفوا لفرارهم"ا. هـ
شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 147 - 148).
(¬5) أخرجه مسلم: (كتاب الجهاد والسير -باب غزوة أحد- ح (100)، 3/ 1415).