كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 14)

7353 - حدثنا محمد بن يحيى (¬1)، قال: حدثنا عبد الرزاق (¬2) ح،
وحدثنا الدّبري، عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، أنّ أسامة بن زيد أخبره، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ركب حمارًا عليه إكافٌ
-[551]- تحته قطيفة فدكيّة (¬3)، وأردف -صلى الله عليه وسلم- (¬4) وراءَه أُسامة، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدرٍ فسارَ حتى مرّ بمجلسٍ فيه أخلاط من المسلمين والمشركين -عبدة الأوثان- واليهود، وفيهم عبد الله بن أُبيّ، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلمّا غشيت (¬5) المجلس عجاجة الدابة خمّر عبد الله بن أُبيّ أَنْفَه [بردائه] (¬6)، ثمّ قال: لا تغبروا علينا، فسلّم عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثمّ وقف فنزل (¬7)، فدعاهم إلى الله - عز وجل -، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أُبي: أيها المرء (¬8) لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنّا نحبُّ ذلك! فاستبّ
-[552]- المسلمون والمشركون واليهود حتى همّوا أنْ يتواثبوا؛ فلم يزل النبي -صلى الله عليه وسلم- يُخَفّضهم، ثمّ ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال: "أي سعد! ألم تسمع ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أُبيّ-؟ قال (¬9) كذا وكذا"!! فقال: اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أَنْ يتوجوه فيعصبونه (¬10) بالعصابة، فلمّا ردّ الله ذلك بالحق الذي أعطاكه، شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- (¬11).
¬_________
(¬1) الذهلي.
(¬2) عبد الرزاق هو موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬3) منسوبة إلى فدَك، وهي قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة.
قال البلادي: "وهي قرية من شرقي خيبر على وادٍ يذهب سيله شرقًا إلى وادي الرمة، تعرف اليوم بالحائط".
انظر: معجم البلدان (4/ 270)، شرح صحيح مسلم للنووي (12/ 157)، معجم المعالم الجغرافية (صـ: 235).
(¬4) (صلى الله عليه وسلم) ليست في (م).
(¬5) أي: علت، وغطت. انظر: النهاية (3/ 369).
(¬6) من: (م).
(¬7) (ثم وقف فنزل) في (م): (ثمّ نزل).
(¬8) في (م): (أوفي أيها المرء).
(¬9) (قال) ليست في (م).
(¬10) في (م): (فيعصبوه)، وكذا في صحيح مسلم، وفي صحيح البخاري كما في: (ك).
(¬11) انظر الحديث رقم (7352).
وقد أخرجه البخاري -أيضًا-: (كتاب الاستئذان -باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين- ح (6254)، (11/ 41 فتح).

الصفحة 550