كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 14)

وَلاَ تُقِرُّ إِلاَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، لأَنَّهُمْ أَفْصَحُ النَّاسِ أَلْسِنَةً ، وَأَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا ، وَأَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ شُِجِنةً فِي الْعَرَبِ ، فَهَلُمُّوا إِلَى عُمَرَ فَبَايِعُوهُ ، قَالَ : فَقَالُوا : لاَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لِمَ ؟ فَقَالُوا : نَخَافُ الأَثَرَةَ ، قَالَ عُمَرُ : أَمَّا مَا عِشْتُ فَلاَ ، قَالَ : فَبَايِعُوا أَبَا بَكْرٍ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ : أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي ، فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي ، فَقَالاَهَا الثَّانِيَةَ ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ ، قَالَ لَهُ عُمَرُ : إِنَّ قُوَّتِي لَك مَعَ فَضْلِكَ ، قَالَ : فَبَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ : وَأَتَى النَّاسُ عِنْدَ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ أَبَا عبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، فَقَالَ : أَتَأْتُونِي وَفِيكُمْ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، يَعَنْي أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ : مَنْ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، قَالَ : قَوْلُ اللهِ : {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}.
38207- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَسَئِلَتْ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَخْلِفُ ، أَوِ اسْتَخْلَفَ ؟ قَالَتْ : أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : ثُمَّ قِيلَ لَهَا : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَتْ : ثُمَّ عُمَرُ ، قِيلَ : مَنْ بَعْدَ عُمَرَ ؟ قَالَتْ : أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى ذَلِكَ.
38208- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ : قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ثُمَّ اُسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِسُنَّتِهِ ، ثُمَّ قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، وَكَانَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ اُسْتُخْلِفَ عُمَرُ ، فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا وَسُنَّتِهِمَا ، ثُمَّ قُبِضَ عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، وَكَانَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ.

الصفحة 570