كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 14)

أَعْطِنِي ، فَيَقُولُ : خُذْ ثَلاَثَ قَبَضَاتٍ ، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَعْطِنِي مِنْ هَذَا الْمَالِ ، فَإِنِّي قد أَعْطَيْت فِدَايَ وَفِدَاءَ عَقِيلٍ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لِعَقِيلٍ مَالٌ ، قَالَ : فَأَخَذَ يَبْسُطُ خَمِيصَةً كَانَتْ عَلَيْهِ ، وَجَعَلَ يَحْثِي مِنَ الْمَالِ ، فَحَثَا فِيهَا ، ثُمَّ قَامَ بِهِ فَلَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، احْمِلْ عَلَيَّ ، فَنَظَرَ إلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّمَ حَتَّى بَدَا ضَاحِكُهُ ، وَقَالَ : أَنْقِصْ مِنَ الْمَالِ وَقُمْ بِقَدْرِ مَا تُطِيقُ ، فَلَمَّا وَلَّى الْعَبَّاسُ ، قَالَ : أَمَّا إحْدَى اللَّتَيْنِ وَعَدَنَا اللَّهُ فَقَدْ أَنْجَزَ لَنَا إحْدَاهُمَا ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ الأُخْرَى ، قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إنْ يَعْلَمَ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، فَقَدْ أَنْجَزَهَا اللَّهُ لَنَا وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ الأُخْرَى.
36956- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إبْلِيسُ ، وَإِنَّمَا عُبِدَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِالْمَقَايِيسِ.
36957- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ جَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : كَانَ فِي قَدَرِ اللهِ ، أَنَّ شَرَارَةً طَارَتْ فَأَحْرَقَتِ الْبَيْتَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : هَذَا مِنْ قَدَرِ اللهِ ، وَقَالَ آخَرُ : لَيْسَ مِنْ قَدَرِ اللهِ.

الصفحة 86