كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 14)

المدينة، أمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة (¬1) (يقول: هذا الحديث) وإنما أعاد المصنف في السند أن الشعبي قال: سمعت النعمان قال: ولا أسمع أحدًا بعده يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أعاد السند؛ لأن يحيى بن معين قال: قال أهل المدينة إن النعمان بن بشير لا يصح له سماع من النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال أهل العراق: سماعه منه صحيح (¬2).
والذي يشهد لصحة سماعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث أبي قلابة، عقل (¬3) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - محادثته لأبيه (¬4).
(قال: وبينهما مشتبهات) (¬5) هكذا في بعض (¬6) النسخ جمع شبهة مشتبهات (لا يعلمها كثير من الناس) أي: تشتبه (¬7) على بعض الناس دون بعض لا أنها في نفسها مشتبهة على كل الناس لا بيان لها، بل
¬__________
(¬1) انظر: "تهذيب الكمال" 29/ 411.
(¬2) انظر: المصدر السابق.
(¬3) في (ر): عقد.
(¬4) لعله يقصد الحديث الذي رواه البخاري (2650) ومسلم (ح 1623) عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهمَا قَالَ: سَأَلَتْ أُمِّي أَبِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ ثُمَّ بَدَا لَهُ فَوَهَبَهَا لِي فَقَالَتْ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَى بِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لهذا. قَالَ: " أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأُرَاهُ قَالَ: " لَا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ ". ولكن كما هو واضح ليس من رواية أبي قلابة عن النعمان، فلعله سهو من المصنف والله أعلم وانظر: "شرح البخاري" لابن بطال.
(¬5) في (ر): يشتبه.
(¬6) في النسخ المطبوعة: مشبهات.
(¬7) من (ع).

الصفحة 19