كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 14)

اليوم والليلة" (¬1) (عن مطر) بن طهمان الخراساني، أخرج له مسلم في مواضع (الورَّاق، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما) وذكر الحديث (بمعناه) المذكور.
(وقال: من أعان) مخاصمًا (على خصومة) خاصمها، يدخل في عمومها الخصومة في حق، والخصومة في باطل، لكن الإثم في الباطل أكثر من الإعانة في الحق، والإثم في الحق لا لكونه حقًّا؛ بل لكونه أعان في الحق بغير حق، كما سيأتي، ومن الإعانة بغير حق ما رواه الطبراني في "الكبير" عن أوس بن شرحبيل أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من مشى مع ظالم؛ ليعينه، وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام" (¬2).
(بظلم) أي: بغير حق، كما بينه في رواية الحاكم، وقال: صحيح الإسناد. ولفظه: "من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع" (¬3). وروى الطبراني من رواية رجاء بن صبيح السقطي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادَّ الله في ملكه، ومن أعان على خصومة لا يعلم أحق
¬__________
(¬1) انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 27/ 212.
(¬2) "المعجم الكبير" 1/ 227 (619)، ورواه ابن أبي عاصم 4/ 249 (2252)، وأبو نعيم في "معرفة "الصحابة" 1/ 310.
قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 205: فيه عياش بن مؤنس، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله وثقوا، وفي بعضهم كلام.
(¬3) "المستدرك" 4/ 99.

الصفحة 666