كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 14)

الأول المشهور، وفي الحديث: "مثل المرأة الصالحة مثل التاج المخوص بالذهب" (¬1).
فقالوا لتميم وعدي: فقدنا من متاعه إناء من فضة فيها ثلاثمائة مثقال: قالا: ما ندري، إنما أوصى إلينا بشيء وأمرنا أن ندفعه إليكم فدفعناه، وما لنا بالإناء من علم، فرفعوهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(فأحلفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بعد صلاة العصر، كذا قال عامة المفسرين، وأهل الأديان يعظمون هذا الوقت ويتجنبون فيه الأكاذيب واليمين الكاذبة (ثم وُجِد الجامُ) أبيع (بمكة) فسألوا الذين معهم الجام (فقالوا: اشتريناه من تميم وعدي) بن بداء (فقام رجلان من أولياء السهمي) وأقاربه، وهما عمرو بن العاص والمطلب بن أبي وداعة السهميان.
(فحلفا) بالله (لشهادتنا أحق من شهادتهما) قال ابن عباس: ليميننا أحق من يمينهما (¬2). وسميت اليمين هاهنا شهادة؛ لأن اليمين كالشهادة على ما يحلف عليه، وأنهما حانا في وقتيهما (وإن الجام) الذي وجداه بمكة (لصاحبهم) وأنهما يستحقان انتزاعه ممن هو في أيديهما، قال تميم: فلما أسلمت بعد قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة تأثمت من ذلك، فأتيت أهله وأخبرتهم الخبر، ودفعت لهم خمسمائة درهم واستحللتهم (قال:
¬__________
(¬1) رواه ابن شيبة في "مصنفه" 3/ 554 (17137)، والطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 4/ 317 عن عبد الرحمن بن أبزي من قول داود عليه السلام. قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 317: رجاله رجال الصحيح.
(¬2) انظر: "تفسير الوسيط" للواحدي 3/ 242، "البحر المحيط" 4/ 46.

الصفحة 687