كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 14)

إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته) فرد عليه: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته" كما وردت به السنة (أتانا جندك) الجند: الأنصار والأعوان، والجمع: أجناد وجنود، والواحد جندي (فأخذونا وقد كنا أسلمنا) قبل أن يأخذونا (وخضرمنا) بفتح الخاء وسكون الضاد المعجمتين (آذان النعم) وهي الإبل والبقر والغنم، أي: قطعنا طرف آذان النعم. وفي الحديث: أنه عليه السلام خطب يوم النحر على ناقة مخضرمة (¬1)، وهي التي قطع طرف أذنها، وكان ذلك علامة الإسلام، وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم، فلما جاء الإسلام أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخضرموا من غير الموضع الذي خضرمته أهل الجاهلية [وأصل الخضرمة] (¬2) أن يجعل الشيء بين بين، فإذا قطع بعض الأذن فهي بين الوافرة والناقصة، ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والإسلام: مخضرم.
وذكر ابن سعد أن سرية عيينة بن حصن هذِه كانت في المحرم سنة تسع من الهجرة، وأنه سبى إحدى عشرة امرأة، وثلاثين صبيًّا (¬3)، والله أعلم.
(فلما) حضر (قدم) قومي (بلعنبر) ووفدوا عليه (قال لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لكم بينة على أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا في هذِه الأيام؟ ) لما ادعى
¬__________
(¬1) رواه أحمد 5/ 412، والنسائي في "الكبرى" 2/ 444 (4099)، وغيرهما عن مرة الهمداني عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(¬2) ساقطة من (م).
(¬3) "طبقات ابن سعد" 2/ 160 - 161.

الصفحة 704