كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 14)
من واحدة، كأن يقول: اللهم أجرني في مصائبي، واخلف لي خيرا منها؟ جزاكم الله خيرا (¬1)؟
ج: لا شك أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرا منها (¬2)» فإذا أصيب الإنسان بموت أخيه أو ابنه أو أبيه أو في ماله أو غير هذا يقول هذا الدعاء، ويكفي: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها. وإن كررها فلا بأس، وإن قال: في مصائبي، فلا بأس، لكن لفظ الحديث كاف؛ لأن المصيبة كلمة مفردة، تعم، لفظ المصيبة إذا أضيف يعم الواحدة والثنتين والثلاثة والأكثر، فإذا قال: اللهم أجرني في مصيبتي. قصده مصيبة الولد ومصيبة الزرع ومصيبة كذا، عمها الحديث - والحمد لله - حسب نيته ولا حاجة إلى التعداد، وإن عدد فلا بأس، وأفضل الأدعية عندما يصاب بمصيبة مثل ما بين الله جل وعلا، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (¬3) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (¬4) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (¬5) وفي
¬__________
(¬1) السؤال السادس عشر من الشريط رقم (401).
(¬2) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة برقم (918).
(¬3) سورة البقرة الآية 155
(¬4) سورة البقرة الآية 156
(¬5) سورة البقرة الآية 157